عندما تجد نفسك يوما ما محيطا ببعض البهلونات محتارا بين القيم والمباديء والاخلاق وبين ما تقع عليه عينك من واقع يخالف ما تربيت عليه وما سمعت عنه من الاجداد وما حثك عليه دينك الحنيف
تحرم نفسك من المعاصي أم تحلل أرتكاب الذنوب لك بداعي بعض الكلمات والافكار عديمة الاصول ..
ولكن تأكد ان اغلب الكلمات التافهة تخرج من شخصيات مصابة بالابتعاد عن هدى الايمان والتقوى । حتى ولو وجدت منهم من يصلي معي فى نفس المسجد وفي نفس الصف ويتجه بعدها "زارعا" نفسه وسط الذنوب ليثبت انه " من وجهة نظره " يعيش لدينه ولدنياه فى نفس الوقت ॥
لعلها كانت المصيبة التي وجدتها فور دخولي الكلية
بلا تعليق على بعض اشكال "ملكات النحل " او اشكال البهلونات
فهم يطلق عليهم شباب جامعي اصابو ببعض التراهات الخارجية وهذا نتيجة ما يسمونه الانحراف بالوعي " العولمة " والاعلام وكل كلمة اعجمية الاصل
دائما كنت اسمع ان المظهر لا يعبر عن المضمون ولكن الكارثه عندما تكتشف ايضا ان المضمون اسوء من المظهر ..
عندما يؤذن لصلاة الظهر فتجد طالبا يتجول بين الطلبة بالاذان للصلاة .. ونحن فى عصر التكنولوجيا وفي عهد تكنولوجي وعلمي خطير مازلنا نعاني من الجاهلية ولكن اين … ؟
انه فى الحرم الجامعي .
طالب " حماه الله " يؤذن بين الطلبة نابحا صوته من اجل ان يصل صوت الاذان لعقول الطلبة فتجد منهم من يلبي ومنهم من لا يسمع .
الحقيقة هي ما دفعتني للأحتجاج لماذا لا يمتلك المسجد سماعة خارجية ليسمع الطلبة صوت الاذان .
ليعلوا اسم الله فى مكان العلم …
اين السماعات الخارجية ؟؟
وقتها وجدت شخصيات تتحدث معي بشكل غريب ويتهموني ايضا … وكأنني أنا المتهم
ووجدت منهم من يبني تبريره بعدم وجود سماعات خارجية فى مسجد الكلية على اساس أن هناك محاضرات وطلبة ودكاترة بداخل المدرج يتنبهون للعلم والاذان سوف يشتت تفكيرهم … ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
وقتها حاربتهم بعلو الصوت وبدقة التفكير ولكن للأسف " لن يسمعني النادي لأنه لاعقل ولا حياه لمن انادي "
وقتها خرجت من الجامعه وانا مشتعل بطاقة اريد افراغها بأسرع وقت قبل ان ينفجر عقلي .
ذهبت لصلاة الظهر
وبعد صلاة الظهر اتجهت للجلوس فى احدي الحدائق العامة ..
جلست اراقب عظمة الخالق وأتأمل لبعض الوقت اللون الاخضر للشجر والشعور ببعض نسمات الهواء
ولكن مالبث ان وجدت شاب ومعه فتاه يجلسون بمقربه مني …
قررت ان اصمت استحيائا لما فى عقلي وقلبي .
ولكن بعد بضع دقائق وبلا اعتبار لي وبلا اعتبار لما هم فيه .. …..
ان وجدت نفسي ابتعد عنهم قبل ان تحل لعنتهم علي .
ولكن وجدت ما جعلني انفر من مكاني كوني انسان يشعر قبل ان اكون عقلا يفكر ..
هاجهمت هذا الشاب
وما جعلني استحقره اكثر واكثر نبرات صوته " الرجولية " وكأنه هيئة رجل ومن الداخل حيوان .
فقبل ان يطلق علينا ذكورا خلقنا الله رجالا بالخلق والاستحياء ..
ولكن وكأنني انا المخطيء مرة اخرى
حتي فقدت السيطرة على يدي لتبطش بوجه هذا الحيوان ليعلوا صوت " ملكة النحل " الجالسة بجواره وقتها وجدت كل من فى الحديقة يلتفون حولي ..
وتطور الامر حتى اتجهنا لأحدي اقسام الشرطة ..
وقتها هدء بالي لأنني كنت متيقن من النصر
ولكن ما جعلني أفقد التميز انني اصبحت انا المتهم فى غضون ثوان ..
كل هذا لأنني كنت احمل مصحف صغيرا بين ملحقاتي .
وقتها نظر لي الضابط بكل فخر وكأنه استطاع ان يلتقط كبير المخربين ..
: ها قولي بقي يا استاذ تحب تشرب ايه بالظبط ..
: لا شكرا ..
: شكرا ايه يا كبير دا انتا ضفنا النهاردة .. بص يا سيدي خد حتت الحشيش دي وكده يبقي انتا دخلت فى قضية اتجار .. او تعاطي .. , ولا اقولك ايه رأيك فى حتت السلاح دي كده يبقي انتا بقيت ارهابي محترم
: ايه ده كله ..
: انتا لسة شفت حاجة … ادخلي يا بتعه …. ها ايه رأيك يا ابيض … قضية تحرش بأنثي ؟
: والله سيدتك ده كرم منك …
: طيب يابني انا شيفك محترم وطيب وشكلك مش وش بهدلة , انتا لازم تسيبك من اللى فى دماغك ده ؟ عشان تعرف تعيش يا حبيبي ..
وقتها دخل اخي ليكفلني ويخلصني مما وقعت فيه ..
وبالفعل مر الامر بسرعة وكأنني صعقت بتيار كهربائي …
ونحن فى طريق العودة للمنزل
كان الصمت هو الحديث بيننا حتي افتتح اخي الكلام
: مالك يا احمد …. ؟
: لا ابدا مافيش …
: انا مش عارف بابا الله يرحمه كان هيعمل معاك ايه لو كان موجود ؟؟ اعتقد كان هيعمل معاك اكتر من اللى اناعملته ؟
وقتها دهشت لما قاله اخي
: انتا شفت بنفسك يا يوسف الناس عاملين ازاى .. انا ايه اللى عملته عشان ابقي كده … انا ولا مشيت غلط ولا قولت اعمل زي بقيت الشباب واعيش حياتي والسلام .. من غير ما أسال نفسي ؟
: أحمد… يا محامي العائلة الصغير ركز فى مذاكراتك ومالكش دعوة باللي حوالين منك دلؤقتي .
: انتا كمان يا يوسف …
: انتا عارف … ظابط المباحث اللى انتا شفته ده .. كان لازم يعمل معاك كده صدقني ومن جواه طيب اوي .. والله يا أحمد اغلب الناس من جواهم عارفين الحق … بس للأسف مش قادرين يتكلموا … لأن كلهم فى خطر ..
: كله بقي بيجري ورا الاكل والشرب وازاى يعيش … صح يا يوسف .
: للأسف هو ده الصح دلؤقتي .
: يلا مش مهم … المهم دلؤقتي انك ما تجبش سيرة فى البيت عن اللى حصل وإلا انتا عارف امي ممكن تعمل ايه ؟
: خلاص ماشي …
وبعد ساعات قد قارب اليوم على الانتهاء ..
يوسف دخل على الغرفة وطلب مني ان ابتعد عن الكمبيوتر قليلا واتجه للنوم .. فقد انتهى اليوم بالفعل .
: أحمد … يلا انطلق وسيب الكمبيوتر وناااااااام عشان تعرف تروح الكلية بكره .
: ماشي يا بشمهندس … بس قولي ايه نظامك الايام دي … انا بصراحة اول مرة اشوف شاب لسة صغير وماكلمش 28 سنة وعنده الضغط والسكر … دا انتا ناقص يبقي عندك الزيت والشاي والتموين كله .
: ماشي يا ظريف قوم نام طيب … عشان اعرف انام انا كمان …. مش بعرف انام من صوت الكي بورد .
: اوكيشن .. امتي بقي يجي اليوم اللى تكون الاوضة دي كلها بتعتي لوحدي … انتا ايه ياعم … مش عاوز تخلصنا بقي ..
: حخلصك يا حبيبي قريب كمان ….
: ايوه كده قريب امتي بقي ومين سعيدة الحظ … قول قول يلا بقي انا اخوك الصغير وما تخفش سرك فى بير وحفضحك …. قول بقي ..
: ان شاء الله قريب بس لما اخلص المشروع اللى ورانا فى البحر لأحمر ده .. وبعديها على طول حاخد ماما من اديها واخد سيادتك معانا طبعا ونروح نتقدملها ..
: بيس اوي …. اخيرا قرب اليوم اللى حشوف اخويا فيه قاعد في الكوشة …
: عقبالي يارب …
: خلص دراسة انتا بس …
: ماشي يابشمهندس … يلا نتخمد بقى … انتا مش ناوي تنام ولا ايه ؟
: ماشي بس … عاوز اقولك حاجة …
: اتفضل .
: خليك دايما مع الناس الكويسين وما تبقاش لوحدك … هيسعدوك على الحق وبجد هيكونوا جمبك وقت ما تحب . وأدعي ربنا من كل قلبك يوفقك ويوفق كل اللى بتحبهم معاك .
: بس كده …. دا انا اكتر واحد فى كوكب الكره الارضية يعرف ناس كويسين
: طيب حافظ عليهم …
: ماشي يا بشمهندس … تصبح على خير ..
: وانتا من اهل الخير يا سي الاستاذ المحامي …
وبعد ساعات قليلة استيقظت وما زال اخي نائما فى فراشة كما هو … فميعاد استيقاظه لم يحن بعد .
وبعد ساعة كاملة … واخي مازال نائما ..
وقتها قررت اختي ان تقوم بتجهيز الفطار واطلبت مني ان اقوم بالذهاب لأيقظ اخي ..
وبالفعل ذهبت لأيقظ اخي فوجدته نائما كما هو … اقتربت منه وقمت " بهزه " قليلا ولكنه لا يستجيب لي ..
اعتقد ان جسده فى حاجة لراحة شديدة فالامس كان يوما مرهقا بالفعل ..
خرجت من الغرفة بهدوء وذهبت للجلوس على المائدة
ولكن نظرت لي اختي ثم توجهت لتيقظ اخي …
شعرت ان اختي قد تأخرت وقتها قمت بالاتجاه لغرفة اخي .. فوجدت بابها مفتوح واختي تجلس على سريري الموازى لسرير اخي وهي تنظر لأخي وتبكي ..
وقتها نظرت لأختي وسألتها ماذا حدث ..
لتخبرني بما لا يطيقه قلبي , وقتها جريت مسرعا وقمت بالاتصال بأحدي المستشفيات القريبة من منزلنا
وبعد دقائق قليلة وصلت سيارة الاسعاف وصعد الطبيب ومعه مجموعه من التمرجيه ..
ودخلوا غرفة اخي ..
وبعد قليل خرج الطبيب قائلا كلمته التي صدمتني وجعلتني افقد وعيي لساعات ..
لا اشعر بما يدور بي الان ..
وجدت كل اصدقاء اخي أمامي واصدقائي بجواري ..
مر الامر بسرعة البرق
وانا لا استطيع ان ادرك ماحدث
اسمع بكاء الاصدقاء والاخوة ولكن لا استطيع التعبير سوى بالنظر لكل ما يحدث حولي بدهشة معبرا عنه ببعض الدمع ..
وضع اخي داخل قبره وتركني .. متعلقا بكلماته الطيبة ..
لأجد نفسي بالفعل وحيدا داخل غرفتي وتتحقق امنيتي ….
هكذا اقرب الاحباب كان بالنسبة لي … عوضه الله لي بأخوة صالحة وبأفضل الاصدقاء
*******************************
البعض يحلل بطريقته وكيفما يشاء … و البعض ايضا يفضل الاصطدام بشخصية الكاتب تاركا القضية . ليلهي نفسه عن الهدى معتقدا انه على حق .
اعتذر عن طول القصة
واعتذر مرة اخرى القصة غير حقيقية ..
امتياز / محمد السيد " ابوالسيد "