السبت، 8 يناير 2011

الاثنين، 3 يناير 2011

الحياة.. هي أمّ المعارك!!









ساحتها مليئة بالصراعات والحروب، وواهم من طلب فيها السلامة أو الراحة أو الهدوء!


وقبل أن ترفع حاجبيك مستنكرا دعني أذكّرك بأن الحياة مقسومة بين صنفين؛هما: الطيبون والأشرار، الصالحون والفاسدون، الأمناء واللصوص، أصحاب القلوب والضمائر الحية وأصحاب النفوس الخربة المهترئة.. هذه هي الدنيا بجلاء ووضوح كاملين.


ثمة أناس في الحياة هم الشرّ بعينه، عدوانيّون، الخبر السيئ أنك مهما كنت طيبا خلوقا، إلا أنك ستجد نفسك في لحظة ما مُجبر على الدخول في معركة معهم، بوصفك -إن أحببت- جنديا في جيش الشرفاء، والصالحين، والأمناء!.


كثير من المصلحين يحثوننا على تطليق صراعات الحياة، من باب الزهد في الغنيمة الدنيوية، هؤلاء أرسل لهم قول عملاق العربية الأديب مصطفى صادق الرافعي: "مثلما يضرّ أهل الشر غيرهم عندما يفعلون الشر، يضرّ أهل الخير غيرهم إذا لم يفعلوا الخير"، وفعل الخير ليس دائما مثار إعجاب واستحسان من الآخرين، خاصة أصحاب النفوس السيئة البغيضة، وهنا ستجد نفسك -وأنت تفعل الخير- في قلب المعركة!!


عالم النفس الشهير "جان بياجيه" يؤكّد أن الصراع جزء من طبيعة الحياة، كما يشدد على أننا يجب أن نؤهل أبناءنا وهم صغار على دخول المعركة، مؤكدا أن معارك الطفل مع الأقران ثم الأهل تعلّم الطفل التأقلم مع العالم، وتنمية استراتيجيات تمكّنه من التعامل مع المشكلات، بينما تعليم الأطفال تجنُّب الصراع بأي ثمن، يذهب بهم إلى أن يصبحوا معوّقين اجتماعيا وعقليا، والأمر نفسه يمكن ترجمته على الكبار؛ فخوض المعارك من أجل ما نؤمن هو جزء من اتّساع وعينا، وإثراء خبراتنا، خاصة إذا كان المقابل هو الخوف والرهبة والإجفال، فهذا مما يتعارض مع تحقيق وجودنا الكامل والصحيح في الحياة!


المفكّر والكاتب "روبرت جرين" يعطينا في كتابه "33 استراتيجية للحرب" وجها مضيئا للصراع ومجابهة الخصوم، فيقول: "الأعداء يجلبون هدايا عدة، يكفي أنهم يحفزونك، ويجعلون معتقداتك مركّزة.. محاربو الساموراي في اليابان لا يستطيعون الحصول على تقدير بامتيازهم ما لم يُقاتلوا أفضل السيّافين، كما أن محمد علي كلاي كان بحاجة لهزيمة خصم عنيد مثل "جو فرايزر" لكي يصبح مقاتلا عظيما حقيقيا، المنافس الصلب قادر على أن يُخرج أفضل ما فيك من صفات، وكلما كبر المنافس كانت مكافأتك أعظم، حتى لو هُزمت؛ وذلك لأنه من الأفضل أن تُهزم أمام منافس عظيم من أن تربح على حساب منافس ضعيف، فسوف تكسب احتراما وتعاطفا ودعما لمعركتك التالية".


منذ أن قرر إبليس أن يضعنا هدفا له، ويطلب المهلة الزمنية من أجل تحقيق هذا الهدف، وطبول الحرب قد دُقّت في عنف وشدة، أبناء إبليس بالملايين، تعلّموا منه كل ما يؤهّلهم لخوض المعركة والفوز بها، فهل يُعقل أن يكون الجانب الآخر غير مهيّأ لدخول المعركة وربحها.


النبي -صلى الله عليه وسلم- هو منبع الرحمة والرقّة، يقف احتراما لجثة رجل يهودي يؤخذ إلى قبره، وحين يتعجب أصحابه يقول لهم: "أوليست نفسا؟"، تستحق أن تُحترم بغضّ النظر عن أي شيء آخر.


يُظلم ويؤذى ويأتيه ملك من قِبل الله منتظرا إشارة فيُطبق على من ظلمه جبلين، فيجعلهم عبرة ومثلا، فيقول -ودمه لم يجفّ، ووجعه لم يهدأ- لا.. لعلّ الله أن يُخرج من أصلابهم رجلا موحّدا.


ومع ذلك.. خاض -صلى الله عليه وسلم- حروبا، وجهّز جيوشا، وعلّم أصحابه فنون القتال والحرب.. لماذا؟!


الإجابة.. لأن معسكر الصلاح مكتوب عليه خوض المعركة، ومأمور بأن يجتهد للفوز بها.


يا صاحبي.. إذا ما أحببت أن تكون سعيدا فعليك أن تطرد من ذهنك فكرة أن الحياة سلام وهدوء وراحة، إن الراحة هناك بعدما نمرّ على الصراط، ونتخطى مرحلة الحساب من قِبل رب البشر..



أما هنا فنحن في معركة.. وعلينا أن نحاول جاهدين أن نربحها بشرف وكرامة





المتطفل شخص يسأل عن ما لا يعنيه ، ويدس أنفه فى مسائل ليس له أن يقف عليها ، ويدلى برأيه من غير أن يطلب منه.

وهذا يا صديقي من سوء الأدب ..بل هي ثلمه في إسلام المرء فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :

(
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) .

لقد ورد في حكم العرب أن (لا تسأل عن مالا يعنيك ، كي لا تسمع ما لا يرضيك )



فالتطفل صفة مذمومة تدل على قلة الذوق ، وانعدام الشعور ، والمتطفل غير مرحب به ،

وإذا حضر قوبل بضيق وربما بشدة ، نظرا لتدخله المستمر في كل شيء.

وأسوء أنواع التطفل هو التطفل في التخصصات !!

يشتكي أحدهم من صداع في رأسه ، وفي المجلس طبيب ، فيطل صاحبنا برأسه ويقول بسرعة خذ قرص من دواء كذا . ،

ويسأل آخر عن مسألة فقهية وفي الجلسة شيخ أو طالب علم فيقول صاحبنا كفيت إن الرأي فيها هو كذا . فهو لا يتورع عن الفتيا ، ولا يتردد قبل الكلام في أمر لا يخصه.

والإنسان المحبوب يجب أن يكون أحرص الناس على الابتعاد عن تلك الصفة البغيضة
وألا يلقي بنفسه في مجالس لم تعد له أو لم يدعى إليها ،

وألا يتحدث في مواقف ليس أهلا لها ، ولا يؤيد أو ينفي إخبار لم يأته نبئها.

يجب كذلك أن يكون خفيفا كالنسمة ، حساس كالزهرة ، يقرأ وبسرعة صفحات الوجوه ويستشعر مدى حب أو استثقال الناس لوجوده .

ويحاول دائما أن يجعل من نفسه شخصية مطلوبة . الكل يهفو إليه وهو يقبل على استحيا .. تماما كالماء للظمأى.

لذا فاسمح لي يا صديقي أن أحذرك من أن تتكلم في موقف لست له أهل .. أو تقتحم مجلسا لم تُدعى إليه .. أو تؤيد وتنفي أخبار لم يأتك نبئها .

اعمل على أن تكون مطلوبا لا متطفلا ، كالماء للظمأى ، يُطلب فيجود بقطرات قليلة تزيد السامعين عطشا ورغبة في المزيد.

حتى وإن أخطأت التقدير ذات مرة ، أو أحسست ـ ولو مجرد إحساس ـ أنك ربما تكون في المكان الخطأ ،

أو بأنك تفوهت ما لا ينبغي لك أن تتفوه به أن تعود أدراجك سريعا ، وتعتذر في أدب ممزوج بالحياء.

فالناس بقدر ما تمقت المتطفل بقدر ما تقدر وتحترم وتحب الشخص الذي يمتلك شعورا يقظا ، وحسا مرهفا ، وشخصية عزيزة كريمة  ...




كريم الشاذلي 

العلم والتكنولوجيا







التكنولوجيا ...

لعله كان مقالا بسيطا تناولته من كتاب للدكتور فؤاد زكريا بعدما ابهرني بكل ما فيه ووجدت ضالتي و سعيت فيه لتوضيح معان كثيرة لكلمة التكنولوجيا ودورها فى العلم  وتوضيح دور العلم واندماجه مع التكنولوجيا .. في تلبية حاجات البشرية .

فالتكنولوجيا عند كثير من الناس لها رنينا حديثا يجعلهم يظنون ان العالم لم يعرف التكنولوجيا الا في عصر قريب وإنها تتمثل فى المخترعات الحديثة والراقية وخاصة ما ظهرت فى القرن العشرين .
ولكن الحقيقة ان الشيء الوحيد الحديث فى كل هذا  هو اللفظ نفسه " تكنولوجيا "
ومن الخطأ ان نربط بين التكنولوجيا والخترعات الحديثة فقط .  لأن كل هذه المخترعات ما هي الا مجرد مرحلة لخطوات لا تنتهي ولا يمكن ان تكون المرحلة الاخيرة  التي ترضي اشباع  حاجات البشرية .

وللتكنولوجيا معان  ترتبط بما يطرأ على عقل الانسان فلها معان في التطبيق العلمي .  فالعلم معرفة نظرية والتكنولوجية ماهي الا تجسيد لهذا العلم  . اي ان لولا العلم ما كانت التكنوجيا .  وهو ايضا تعريف يشوبه النقصان لأن التكنولوجيا  قد ظهرت منذ البدايات  وانها لم تكن مرتكزة معظم الوقت على العلم .

ومعنا اخر يعتبر التكنولوجية ماهي الا وسيلة تستخدم فى العمل البشري . فمنذ اقدم العصور كان الانسان يستعين بأدوات تساعده فى عمله وهي ادوات تستحق اسم التكنولوجيا . كتهذيب قطعة من الحجر او المعدن وربطها بقطعة خشبية واستخدامها فأسا لتقليب الارض او لقطع الاشجار هو ايضا نوع من التكنولوجيا .

اذن فكل ما يستخدمه الانسان ويسعين به للقيام بأعماله بالاضافة لقواه الجسمية يستحق كلمة تكنولوجيا .
وهكذا واخيرا نصل لمعنى اخر للتكنولوجيا : فهي كل ما يستعين به الانسان لتكمله ما ينقصه من القوى والقدرات.

حاجات المجتمع ...   وهناك مثل شهير اعتدنا على قوله  وهو " الحاجة ام الاختراع " .. بالفعل فالحاجة ام الاختراع لأن لولاها ما اخترع الانسان ولا ابدع ما يريد ان يخفف عنه ويوصله لأشباع حاجاته .

وقصدي من هذا الكلام ان ما توصل اليه الانسان  لا بد ان يكون متناسبا لعصره ..  ومع احتياجات المجتمع وقتها .. آي ان هناك ارتباط وثيق بين التكنولوجيا في آي عصر وبين حاجات المجتمع .


وبالجمع اخيرا بين كل هذه العناصر نتمكن من تعريف  التكنولوجيا بنظره اوسع " وهي الادوات او الوسائل التي تستخدم لأغراض علمية تطبيقية , والتي يستعين بها الانسان فى عمله لإكمال قواه وقدراته , وتلبية الحاجات التي تظهر في إطار الظروف الاجتماعية ومرحلته التاريخية الخاصة ...

** مع توضيح ان  لفظ التكنولوجيا هو لفظ مركب  كما فى "  السكولوجيا و الجيولوجيا ...




*************************************************

كيفية الربط بين العلم والتكنولوجيا في جميع العصور .. ؟

ان النظرة البسيطة والعامة  للتطور التكنولوجي تعطي الاقناع بإن الربط بين العلم والتكنولوجيا حديث العهد . ولكن لو دققنا فيما سبق ذكره فى السطور السابقة ستجد ان التكنولوجيا ظاهرة موغلة فى القدم فإنها كانت طوال هذا الجزء الاكبر من التاريخ تسير على  نحو مستقل عن العلم . وتتطور دون ان تكون معتمدة عليه ..



فكل ما توصل له الانسان منكشوف واختراعات فى العصور القديمة قد تحققت بمعزل 


عن العلم . كالعصر الحجري او البرونزي والعصر الحديدي . وهذه مراحل تعبر عن 


واقع ومستوي التطور التكنولوجي لكل عصر .


ففي العصر الحجري كانت اهم الادوات المستخدمة لمساعدة الانسان في عمله 


مصنوعه من الحجر . ثم تطورت لأستخدام الحديد وهكذا ...  وكل هذا لم يدين للعلم 


بأي شيء بل كانت مجرد تطور صناعي عادي




فالذين قاموا بكل هذا التطور لم يكونوا علماء . ولم يدروسوا نظرات علميه وهكذا 


ولكن ماهم الا" صناع مهرة"توارثوا خبرتهم جيل بعد جيل واضافوا اليها من تجاربهم 


الخاصة فتطورت صناعتهم ببطء شديد بما جعل الانتفال من عصر لعصر يستغرق 


الاف السنين . وايضا لم يكن مبدأ الدراسة هو المتحكم فى عملهم . بل كان مبدأ 


المحاولة هو ما يميز ما وصولوا له . فتاره تنجح محاولاتهم فتصبح منتقله من جيل 


الى جيل او ان تفشل .




وهكذا كشوف حاسمة على ذلك من صناعة الخزف والناسيج والعجلة والسفينة تم 


تحققها على نحو مستقل تماما عن العلم .



  فمثلا فى العصر اليوناني القديم , الذي تطورت فيه التكنولوجيا في بعض الميادين 


ولكنها ظلت منفصله عن العلم الذي كان يعتبر فى العصر اليوناني جهد نظري بحت 


يستهدف الى ارضاء حب الاستطلاع لدى الانسان ولا يتجه للواقع العملى ... وايضا 


ففي العصور الوسطي والاسلامية لم يكن هناك اساس علمي للتكنولوجيا . فأختراع 


البارود الذي كان له تأثيره فى الحروب والطباعة التي غيرت معالم الثقافة ونشر 


المعرفة كل هذه الصناعات كانت مجرد بداية على آيدي صناع مهرة .لا يسترشدون فى 


عملهم نظرية علمية ..



ولو شئنا القول بالاعتراف بإن التكنولوجيا هي ما اثرت فى العلم طوال الفترة 


والعصور السابقة . بل  كانت تستخدم ايضا فى خدمة العلم .


فالصناعة التي قام بها صانع ماهر  الان تخدم العالم فى دراسته . فمثلا صناعة القلم 


يقوم بها عامل عادي ولكنه بهذه الصناعة يخدم الكثير من طلبة العلم ويسهل لهم 


امور شتى .

والتلسكوب الذي تم على أيدي صناع بارعيين فى صقل العدسات . لم يكن لديهم خبرة 


علمية كافية .. هم الان يساعدون علماء آخرين على كشف عالم الاحياء الصغيرة 


والدقيقة .


وفي بدايات القرن السابع عشر بدأ ينبثق العلم يتحكم فى هذا التطور التكنولوجي  ليكن 

افضل مما عليه . حتى وصل لما نحن فيه في عصرنا الحالي بحيث اصبح التفكير 

والدراسة فى استخدام العلم لأغراض تكنلوجية اصبح وثيق وهام بحيث لا تترك 

الكشوف التكنولوجية لبراعة الصانع الشخصية او تدريبه الفعال وإنما تعتمد على 

نظرية علمية مؤكدة .

وكان ممن وضع بداية الفكر ورائد فى هذا الميدان هو الفيلسوف الانجليزي " فرانسس 

بيكن " حيث دعا إلى نوع جديد من العلم . يكون هدفه تحقيق سيطرة الانسان على 

الطبيعة . وتسخير قواها لخدمته . وصحيح ان دعوة بيكن كانت قد ظهرت فى اواخر 

القرن السادس عشر وأوائل تقريبا . لم تؤت ثمارها كاملة فى وقتها الا بعد قرنين او 

اكثر من وفاته . ولكنها كانت نقطة الانطلاق نحو عصر وعهد جديد ...  تدين فيه 

التكنولوجيا للعلم وليس العكس .


وقد كانت دعوة بيكن هي السبب الذي حفز الانجليز على انشاء الجمعية الملكية للعلوم 

وكانت الابحاث العلمية تحتل مكانة بارزة .. حيث وجد الحل لكثير من المشاكل ومن 

بينها وجد العديد من المشاكل التي وجد لها الحل المناسب والعلمي . في صناعة 

التعدين والملاحة البحرية  والتجارة .



وهكذا استطاع فكر بيكن ان يذيب الفارق بين التكنولوجيا والعلم وان يكشف اتجاهات 

المستقبل .


وكان هذا  هو سبب فى انهيار الاقطاع فى اوربا وظهمر المجتمع التجاري الرأسمالي .. 

الذي اصبح له احتياجاته التكنولوجية الرهيبة ..

وهكذا تدخل البحث العلمي والمعرفة لتطوير التكنولوجيا ولتلبية حاجات المجتمع 

الجديد والعصر الجديد . 

وهكذا اطلق على فرانسيس بيكن " فيلسوف الثورة الصناعية "

وكما قلنا  فقد كان لابد من مضى فترة انتقالية منذ دعوة فيلسوف الثورة الصناعية " 

بيكن " الى الوقت الذي تحقق فيه التلاحم بين العلم والتكنولوجيا .. وخلال هذه الفترة 

بدأ في الظهور نوع جديد من التخصصات يحتل موقعا وسط بين العلم العملي وبين 

العلم النظري ...

بين العالم.... وبين الصانع ....

فكانت المهن الجديدة كمهنة المهندس  والذي كان لم يكن معروفا من قبل . فالمهندس 

" مهنة حديثة النشأة ولم تظهر الا فى العصر الحديث .. العصر الذي اضطر فيه الى 


الجمع بين دراسات وابحاث العالم واكتشافاته وبين العامل او الصانع الماهر ..


فالمهندس كانت ربطة وحلقة الوصل بين هذا وذاك ...  صاحب العلم " العالم "... 


وبين مطبق " العامل " هذا العلم على ارض الواقع .




** فمثلا مقاول البناء  يملك العمل  وخبرة البناء ولكن لا يملك الرسم الهندسي المناسب . وهو ما يقوم به المهندس المدني فى رسم وتخطيط البناء .. ولكن المهندس احتاج لنظريات العالم وقوانينه لتحديد الابعاد وغيره  من اجل ان يتم البناء سليم . 

وعلى يد هؤلاء المهندسين حدثت فى عصر الثورة الصناعية تلك التحولات الكبرى 


التي غيرت وجه العالم الحديث : فحلت الطاقة البخارية محل الطاقة الحيوانية " جهد 


الحيوان " وساتخدم الفحم وقودا للمصانع واصبحت صناعة الغسيل والنسيج تقوم فى 


مصانع ضخمة بأنتاج كبير . لا في ورش فردية وصغيرة .

الوقت اللازم لمرحلة الانقتال ...

اقصد من كلامي هذا ان البحوث التي لها طبيعية نظرية خالصة تتحول فى اقصر وقت 


الى تطبيقات انتاجية .

فالمسافة الانتاجية بين ظهور البحث النظري واكتشاف تطبيقاته العلمية   تضاءلت الى 


ابعد الحدود  مقارنة  بالعصور السابقة والتي كان يستغرق فيها الانتقال والتحول من 


مجرد نظرية الى واقع عملي فترة طويلة لتدخل فى مجال الانتاج .

فمثلا فالفترة من 1820 الى 1876  كانت هي الفترة اللازمة والتي احتاجها .....  لكي 


يتوصل الى اختراع التليفون .  والفترة من 1948 الي 1953  كانت الفترة المناسبة  


للقنبلة الذرية . وهكذا ..

 وتحول الصراع بسلاح العلم والتكنولوجيا رهين الوقت والسرعة ..  فمن يكتشف 


اكتشافا حديثا الان فى عصرنا هذا يسابق الاخر .. وهكذا ..

وكان اكبر مثل على هذا والذي دخل فيه العالم فى سباق رهيب هو الطاقة النووية الان 


وما نجده منها بلا دراسة من مخاطر تهدد البشرية . رغم ان كل الدول الان تتسارع 


على استخدام هذه الطاقة بأسرع وقت لتحصن نفسها وتكن كغيرها  .

لعل المثل الاتي يكن اوضح واشمل .

فمثلا كان العالم يتصارع  لأنتاج القنبلة الذرية قبل ان يتوصل لهذا السلاح الفتاك 


فيصبح اداة الاحلام لدكتاتور مجنون مثل هتلر .

بل ان المشكلة في بعض الاحيان بعد تدخل الهدف الربحي والتجاري فى الكثيرمن 


الصناعات هو اكبر ما يمثل الخطر على المجتمع .. فمثلا لأنتاج عقار طبي معين .. 


اصبحت شركات الادوية تتصارع من اجل نتاج عقار لم يصل لها غيرها من الشركات 


الاخرى لتقوم ببيعه وتحقيق الربح .. بلا اجراء الاختبرات والفحوص اللازمة 


والتجارب المؤكدة لصلاحية هذه العقاقير ... وهو ما اصبحنا نراه الان نتيجة للتسرع 


ولادة الاطفال المشوهيين او عدد كبير من التوأم غير المرغوب فيهم .. وهلم جرا ...

وما نراه الان هو تطور يشهد تداخلا وترابط وثيق بين العلم والتكنولوجيا .. زالت 


معها الحواجز الزمنية التي كانت هي الفاصل في القرن الماضي .

وهذا التحالف القوي والوثيق بين العلم والتكنولوجيا هو ما اكسبنا تقدما هائل 


ومتسارع للأمام ولا نعرف اين نهايته ..  وسبحان الله والحمد لله الذي وهبنا كل هذا القدر فى عقل صغير  قد لا يتعدي حجمه قبضه اليد . 





محمد السيد محمود

الأحد، 2 يناير 2011

لقاء بلا ميعاد ...






مجرد اعجاب بالحديث معها تحول لأعجاب شخصي بها  , ولا اجد مفر من الاعتراف بالحقيقة المؤكدة وهي انها محبوبة من العشرات  فحقها عندي مثل كل معجبيها ان يكون لها فى قلبي  ركن . كنت اتخيل  واكتفيت بالتخيل ولا داع  لهذه الخرافات مجددا

تجددت الاوهام  عندما شعرت انها تحملق في من بعيد وتركز عينها علي . ولم ابالي اقنعت نفسي بأنني احلم .

لعلني مازلت اقنع نفسي بالاوهام وهي حقيقة .. حتى اقتربت مني بشخصها  ونظرت في عيني وسألتني  سؤال لم افهمه سوى انني  تتبعت حركة عينها وحمره وجهها خجلا انا لا اعرف الاجابة بعد كل هذا ..

وجدتها تطلب مني ان انتظرها 

ثم عادات وتحدثت معي ساعات طوال في ايام  عديدة  كتبت فى مذكراتي  انني تحدثت مع نجمة ولم اذكر اسمها حتى لا يكون هذا سبب فى مشكلة يوما ما ان طلبت مني زوجتي فى المستقبل الاطلاع على مذكراتي .

ايام واشهر وبقى كلامنا كما هو وكل منا اصبح كجزء من تفكير الاخر وكأني اعيش حلم .
وبعد اسبوعين انقطعت فيهم عني وذاب قلبي بسببهم ولا اعرف لماذا

ثم اتت تطلب مني ان نبتعد 

لعب الواقع لعبته   هي من اسرة غنيه  وانا لازلت طالب بسيط  من اسرة عادية     بكل تأكيد ولكن انسان عادي  لا املك ما يملكه والدها  او من ادعت انه آتي لخطبتها

نفذت طلبها  وعشت قرابة  عامين كاملين   ابحث عن ترياق لجراحي ..   عرفت غيرها  الكثيرات مررت بأكثر من تجربة حب  واحدة  وتحولت كلمة احبك لكلمة عادية اسمعها فى اذني وانطق بها ارضاء لمن عذبتهم معي .


فى العامين اكتفيت بقضاء وقتي كما اني بين العمل والدراسة ولا جديد سوى بعض اوقات اللعب التي تعودت عليها والمقابلات بيني وبين اصدقائي ولم اضف لنفسي جديدا  كما تعودت دائما .

وفي يوم وجدت رنين فى هاتفي ولا اعلم من من  سوى انه رقم غريب لعلني كنت قد سئمت من رنين هاتفي فلا يأتيني سوى  بلقاء بصديق او خدمة  لشخص او سؤال معين عن شيء  وقليل ما يأتيني بخدر يسعدني  كنت ارغب فى بعض لحظات الهدوء ..

كرر نفس الرقم الاتصال  مرتين ..

وضعت يدي على الهاتف واخترت الرد على المكالمة ووضعت الهاتف على اذني

لم اسمع شيء  و لازلت  على وضعى كما انا  واضع الهاتف على اذني ولا اسمع سوى  الصمت

وبعد  ثوان سمعت صوت رقيق ويبدو انه صوت فتاة اعرفها جيدا .. 

الصوت لم يكن غريب على فذاكرتي الصوتية على درجة عالية من التمييز بين كل من يتصل بي ..

كنت لا اصدق نفسي انني اسمع صوت متشابه بصوت فتاة عرفتها من عامين   ولا اريد الضحك على نفسي حتى بدأت حديثها بالاسئلة

: امازلت تحب كل انواع الطعام كما انت ...

: نعم ..

: الا تتذكر اللون الازرق الذي تحبه

: مازلت احبه

: الا تعرف من انا حتى الان ..

: انا اكذب هاتفي واذني واعتقد انني اتحدث لنفسي 

: نعم اناهي من جعلتك  تفكر بهذا الشكل

: لا لا تخبريني انكي   ......   لا اصدق بالكاد لا اصدق سأغلق هاتفي الان لا تتلاعبي بي  لا ارغب فى المزيد الان ارجوكي اغلقي الهاتف ولا تعاودي الاتصال بي

: لماذا .....؟    انتظر.   انا بالفعل خلفك   على بعد  50 خطوة تقريبا  ... انت مازلت تعد خطوات قدميك فى الطرقات 

: نعم بالفعل  ... انتي بالقرب مني   .... اين انتي 

: على بعد خمسين خطوة  خلفك مباشرة

: حسنا اغلقي الهاتف الان سأتحرك  اني قادم ....

بالكاد انا احلم ولا اصدق نفسي  اريد ان يكون حلما ستكون صدمه الحقيقة شعور اخر

وبالفعل وجدت فتاة تقف على الجانب الاخر من الطريق وتنظر للأرض تارة ثم الى السماء لا استطيع ان اتبين ملامح وجهها فضوء المصابيح خافت ولا يساعدني على ذلك ..  ولكن حركاتها  انا معتاد عليها  كثيرا ماكنت اراقبها وهي تنتظرني  و لم تختلف كثيرا



عبرت الطريق مسرعا حتى كدت اصدم من احدي السيارات  ... 

لا اعرف وصلت واصبحت اقف امام منها  ...  اكتم بداخلي  الاف المشاعر ولا اجد لساني لأستغيث به معبرا عن كل ما بداخلي  ...

اكتفيت بالكلام الذي لا اعرفه حتى كان الخجليعتري وجهيي ولا انظر فى عينها كما كنت معتاد . 


وضعت يدها على فمي وطلبت مني الا اتكلم ولا ابحث بداخلي عن كلمة تعبر عن ما اريد قوله  ...  و اسمح لها هي بالكلام .

حركت رأسي للأسفل مبديا  رضائي .

وقتها تحدثت هي عن حالها وعن ايامها السابقة وسردت لي قصة طويلة قرابة ساعتين من الكلام المتواصل وانا لا اتكلم ...   حتى وصل الامر انها اصبحت تسأل نفسها  ولا تجيب لأنها  لا تعرف الاجابة ... 

ثم  نظرت لي وقالت  كنت اولا اخاف صمتك  اما الان  فلا اعرف ؟؟ فقد كنت   سابقا وفي اول معرفتي بك  كنت لا تصمت  دقيقة   اما الان انت صمت ساعتين كاملتين ... 

: طلبتي مني هذا   ... اتسمحين لي بالكلام ...
: بالتأكيد ...

: اريد الخروج من هذا  المكان ... اريد لاتجاه للشاطيء  احب السير على البحر ..

: حسنا ... ولكن الجو بارد   ....

: لقد وجدتيني اجلس وحيدا على البحر  وكنت لا اشعر بالبرد ...  لا تقلقي اخرجي التفكير فى البرد من رأسك ..

: لا امانع  استعد ..... وقودني للخارج ...

: تفضلي يا اميرتي ...

توجهنا للسير على " الكورنيش " وطوال الطريق لم يتفوه اي منا بكلمة

ثم بدأت بالكلام بالسؤال عن حالي  فتعجبت لسؤالها  وقلت لها

: قبل ساعان كان حالي طبيعيا  كنت اشعر ببعض الضيق والملل أما الان فلا اجد تعبيرا مناسب سوى انني اصبحت افضل  بكثير  وكأنني كنت مريض ابحث عن ترياق له  ووجده

: لازلت كما انت  تجمل كلامك بالكلام   انت لم تتغير  ولكن اعتقد ان حجمك زاد قليلا

: بالعكس  ....  انا كما انا لم ازد ولو انشا واحد  ..

: كما انت ..

: وانتي كما انتي  بنفس الدرجة التي اختطفتي بها قلبي  لأول مرة فهل لكي ان تعيديه لي .

: توقف   لا اجد كلام  اضعه امام كلامك  .

: لا ارغب بذلك  ... اخبريني   كم عدد محبينك 

: اعتقد انهم مئات 

: وهل انا واحد منهم

: انت ....  انت .....     

: لما الصمت .... أنا ماذا .... 

: لا اعرف ...   احب الصمت الان

: تحبي الصمت  حسنااااا 


ثم توجهت مسرعا لمنتصف الطريق  ووسط السيارات  ... وصرخت بصوتي لها  ..

: سرعة السيارات فى هذا  الطريق  تعادل من 60 كيلوا متر  الي 90 كيلوا متر فى الساعة وربما اكثر ... 

ثم عبرت سيارة مسرعة من امامي بسرعة رهيبة   ....  واعتقد ان سائقها  قد وبخني ..

: ماذا تفعل  يا مجنون ....

: اخبريني  كم اعني بالنسبة لكي   ...  فالسيارة  السابقة عبرت بأمان ولا اعرف  كيف ستكون القادمة بعد قليل 

حسنا ... اجعل السيارات  تخبرك .. 

: عبرت سيارتين بسرعة رهيبة بالكاد  استشهدت وقلت فى نفسي انني قد مت ولكن فتحت عيني فوجدت نفسي واقفا على قدمي  وهي تصرخ امامي

: ايها المجنون    عد وإلا ستموت .....

: اخبريني   كم اعني بالنسبة لكي وسأعود ...

: حسنا حسنا ....  انا .... انا ....

: انتي ماذا   سأموت   انقذيني  من جنوني هذا ارجوكي ..

: انا  احبك ....

: رائع ... هذا ما اردته  ....

وقتها قررت  العودة  على الرصيف مرة اخرى .. ولكن اتت سيارة ركاب مسرعة  وعيني وقعت علي عين السائق وهو يصرخ  .... وبعد لحظة عبرت السيارة من امامي  ووبخني السائق ونعتني بالمجنون ...
وهي تضحك ولا تكف عن  الضحك  وتنظر لي قائلة

:  انت مجنون  ... اتفق الجميع على ذلك  ....

: كانت ستهشد الاسكندرية مصرع  مجنون هذا اليوم  ولكن كتب لي عمر جديد  لك الحمد يا الله ...

:مالذي  فعلته  ...

: اقتنصت منكي  كلمة  كنت اريد سماعها ...

: حسنا    لم يتغير شيء ...

: اعرف مازال والدك ينظر لي  نفس النظرة  السابقة  مجرد  شخص بسيط  ولكن اعتقد انه لم ولن يقف امامي بعد الان ...

: حسنا ايها المجنون سأتوقف هنا  علي الذهاب الان ...

: الوقت تأخر  ...  سأكتفي بتوصيلك للبيت ..

:لا لا  لا ارغب فى ذلك سأتحدث معك مرة اخرى ..


: انتظري ... كيف سأراكي مجددا ...

وضعت يديها فى جيب بدلتي واخرجت الموبايل ثم قالت

: رقمك  عندي سأتصل بك لأطمئن على حالك ... واعلم انني لم اتنازل عنك مجددا فلا تتنازل عني
: اؤكدلك هذا ..
وتوجهت لسيارتها ثم ابتعدت عني وهي تلوح لي

وذهبت انا لمنزلي وجلست خلف زجاج الشرفة  انظر  لتلاعب الهواء بالاشجار ومنظر البحر الذي يظهر عليه  الهدوء من بعيد ومن قريب عكس ذلك .
وبعد ثوان وجدت رسائلها قد عادت لمتليء هاتفي  بأسمها مرة اخرى .  ولا اجد تعبيرا  ارسله لها فى رسالة وعدت كما انا  اتصل بها  لأسمع صوتها فقط كالطفل وهي مثلي وكأننا طفلان

امامي بعض الوقت  هو فقد ما املكه عسى ان يوفقني القدر  وان تكون هي من تملىء حياتي  وتشاركني فراغ منزلي ..
ظل الامر كما كان واكثر ... الخيال  رائع واللحظات الثمينة  لا تعوض  قد يكون المستقبل مجهول ولكنه  على قدر غموضه تكون به رحمه القدر  وتوفقيه لما اخترناه ...

قد اكون مجنونا ولكن ما الفارق كنت سأعيش وحيدا  ولكن ما الفارق بين مجنون وسط احبابه  وبين عاقل لا يقتنع بعقلانيته ويجني الام مبادئه .

الاشياء الثمينة هي تلك التي نجتهد فى الوصول لها دائما و اهدافنا بقدر الالام التي نعيشها في طريقنا لها بقدر حلاوة القرب منها .

لا تجعل الواقع يسلبك لحظات السعادة ...  والان  ..هذه اللحظة  ... هي  أنت  ؟؟؟ 




محمدالسيدمحمود