الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

مرحلة المراهقة بين الاستقامة والانحراف

مرحلة المراهقة ... نمو " بدني – جنسي – عقلي – نفسي "

يطلق اصطلاح المراهقة على المرحلة التي يحدث فيها " الانتقال التدريجي " نحو النضج البدني والجنسي والعقلي والنفسي "

وينبغي عدم الخلط بين المراهقة البلوغ , فالبلوغ ما يعني التدرج نحو النضج الجنسي ونضج الأعضاء الجنسية واكتمال وظائفها عند الذكر و الأنثى .

وفي بيان السالف الذكر من خلال القراءة والدراسة المعرفية المدروسة منا كطلبة في جامعات ومدارس فقد تبين لنا الجوانب الأساسية في مرحلة المراهقة مع بيان النمو العقلي والجسمي بالتحديد .وتقصيرا لطول الكلام والعبارات فقد اختصرت بها أهم نقاط في مرحلة المراهقة وهي مرحلة النمو العقلي والنفسي وكيفية التعامل معها سواء بالتعامل مع الذات في سن المراهقة أو كيفية التعامل مع المراهق أو المراهقة


عموما في بعض العناصر الآتية :



1- النمو النفسي والاجتماعي:

فكثيرا ما يشعر المراهق بأنه نقطة الضعف أمام الآخرين فهو المطرود من مرحلة الطفولة والغير مقبول من ضمن الراشدين.

فيقع في حيرة من أمره و يسأل أين أنا ؟ بين الأطفال وأين أنا بين الكبار ؟

هل أنا الطفل أم أنا الرجل ؟

فأحيانا يفضل الوحدة والاستقلال والجلوس منفردا لوقت قد يطول أو يقصر وخصوصا الفتيات هم في ميول أكثر من الشباب للوحدة .في هذه المرحلة .

وفي هذه المرحلة يكون المراهق في أمس الحاجة للمعرفة و الشعور بالتواجد أمام ذاته وأمام كل من حوله .

فكثيرا ما يتمرد على الأسرة وينبغي في هذه المرحلة الارتكان على تطوير الاعتماد على النفس للمراهق من قبل الأسرة تدريجيا مع المتابعة الجيدة لقرنائه وأصدقاءه المحيطين به .

2- مشكلات المراهقة وعلاجها .

من أشهر المشاكل التي تظهر في هذه المرحلة الانحراف وعدم التوافق مع البيئة المحيطة وقد تحدث هذه الانحرافات نتيجة لحرمانه في صغره من العطف والحنان والرعاية والإشراف وعدم إشباع رغباته . وكذلك لعدم تنظيم أوقات فراغه بالشكل السليم , لذلك يجب إلا نتناسى تشجيعه بالأنشطة الترويجية والقيام ببعض الرحالات حتى ولو كانت بسيطة .

بالإضافة لبعض المشاكل الهامة التي تظهر في هذه المرحلة مثل العادة السرية ويمكن التغلب عليها بكل بساطة عن طريق النشاط الرياضي أو الاجتماعي وتعرفيه بأضرارها .

وأيضا لا نتناسى بعض حالات الاكتئاب والحزن التي قد تعتري وتظهر على المراهق ولا نعرف أسبابها

فهو كما سبق وقلت يشعر بأنه طريد مجتمع الصغار والكبار .

* اهتمام خيالي :

قد نجد المراهق رغم انه في سن يعتبر قريبا من مرحلة الكبر والشباب وقريبا من مرحلة الطفولة إلا أننا قد نجده يتابع أفلام " الكارتون " وأفلام قد نرى أنها لا تتناسب مع سنه .

ولكن الحقيقة في هذه المرحلة قد نجد المراهق مهتما بالخيال أكثر من الحقيقية وميوله الواضح نحو الشخصيات الكبيرة وأبطال التاريخ ويحاول أن يتقمص شخصية من الشخصيات التي أعجب بها أو قرأ عنها .

* تغيرات وجدانية :

فتتصف بحدة الانفعالات حيث يغضب ويثور لأسباب تافهة كما يمتاز الانفعال بالتقلب وسرعة التغيرومرجع هذا الانفعالات للشعور بأنه أصبح رجلا ومع ذلك فإن المحيطون به مازالوا يعاملونه وكأنه طفل .

* ميول للجنس الأخر :

ويبدأ في هذه المرحلة بالاهتمام بمظهره العام والهندمة وأيضا يحدد لنفسه نمطا شخصيا معينه له .

* الولاء للأصدقاء :

فهم يعتبرون بديلا للأسرة التي يرغب في الانفصال عنها .

* شك وارتياب :

شك وارتياب في القيم الاجتماعية والدينية السائدة , ومصدر هذا الشك ما هو إلا لرغبة فى التمرد على السلطة الأسرية وسلطة المجتمع و السلطة الدينية , لأنه يريد ان يبني لنفسه قيمه ومعاييره الشخصية التي تقوم على أساس اقتناعه وعلى حسب ميوله هو لا على أساس التلقين من الغير .

* مراقبة الغير :

قد نجد المراهق في هذه المرحلة كثيرا ما يراقب الغير وخصوصا الأكبر منه سنا ويبحث عن عيوبهم لينتقدها وأيضا محاولا إيجاد الخطأ في تصرفاتهم .

وهذا نتيجة لما سبق ذكره وهو لمحاوله المراهق بناء قيم ذاتيه لنفسه وتكوين ذاتي له .

* فكرة الحب :

يميل المراهق إلى " فكرة الحب " من أول نظرة فيقع في حب الفتاه معتقدا أن هذا الحب هو الحب الحقيقي والدائم ولكنه في الواقع ينقصه النضج والاتزان , وكثيرا ما تنتهي الزيجات المبكرة بالفشللأنها فقدت أسمى عناصر الحب الحقيقي من النضج الوجداني ولا تستند أيضا للمنطق السليم وغالبا ما يرفضها العقل .

أمراض المراهقة :

بعض أمراض المراهقة المعروفة مثل فقر الدم "الأنيميا" وتقوس الظهر وقصر النظر .

وفق الدم كثيرا ما يكون نتيجة لقلة التغذية أو عدم الاهتمام بتنوع أصناف الطعام

فهذه المرحلة هي مرحلة التطور والنمو الجسماني والعقلي السريع لهذا تتطلب تغذية كاملة وصحية حتى تعوض الجسم وتمده بما يحتاجه .

تقوس الظهر وقصر النظر

وغالبا ما يكون هذا نتيجة للجلوس ساعات طويلة للقراءة أو الجلوس أمام الحاسب الآلي فترات طويلة.




* العادة السرية :

نتيجة لنضج الغدد الجنسية واكتمال وظائفها فإن المراهق قد ينجرف وراء بعض العادات السيئة كالعادة السرية أو الاستمناء .

وينبغي أن يكون توجيه المراهق للابتعاد عن هذه العادات قائما على سياسة التبصير والإقناع والحقيقة العلمية ذاتها لا على أساس التخويف والتهويل من أضرارها فهو لا ينقصه أن يصاب بمرض نفسي في هذه الحالة وقد يتحول الأمر في النهاية لإدمان مخلوط بخوف نفسي . والمعروف عامة أن تخويف المراهق في هذه المرحلة من العادة السرية وخطورتها قد تسبب له في عقد نفسيه تدور حول الجنس عامة عند الكبر .

ويتحقق العلاج عن طريق تحويل طاقته إلى طاقة ايجابية تهدف لشعوره بنفسه كالاشتراك في الأنشطة الفعالة والرياضية .

* أحلام اليقظة :

الغرق في الخيالات والغياب التام عن الواقع فهو يتصور ويتخيل أحداث قد تكون بعيدة عن الواقع تمام وهذا ما يمهد له الطريق " للاتجاه لفكرة الحب السابق ذكرها " أو الحب الوردي زعيم الأحلام الوردية .

* شباب الهيبز :

ظهرت بعض المشاكل النفسية والاجتماعية لدي الشباب في هذا المرحلة منهم شباب " الهيبز" . أصحاب ألا مبالاة وهذه السلبية ليست إلا تعبيرا عن سخط الشباب على المجتمع .

وفي هذه المرحلة قد نجد التقليد الأعمى , وقد نصدم مع من يستغلون شباب امتنا وتغير أوجه فكرهم خصوصا في عصرنا هذا

فالمعلوم أن الأمة العربية هي امة شابة بشبابها , ولكن بكل أسف الحرب لا تكون بالسلاح والطائرات والدبابات فقد تكون حرب على شبابنا عن طريق تفتيت فكرهم وتغير حياتهم . ولهذا يتعين علينا جيدا كبيرنا قبل صغيرنا أن ندرك خطورة ما يتعرض له شبابنا في هذه المرحلة

خصوصا بعدما أصبح العالم في نطاق ضيق وأصبح المعلومات سهلة المنال سواء عن طريق " الانترنت " أو عن طريق القنوات الفضائية .

لهذا ينبغي أن نتابع جيدا المراهق في هذا السن بتوفير المعلومات الأزمة له ومساعدته على فهمها وإفراغ طاقته الايجابية في الأنشطة الجيدة

ولا نطلب منه ما يفوق قدراته حتي لا يصاب بالفشل والإحباط فتشجيعه يبدأ حتى من الصفر ولا نطلب منه صعود القمر وهو يرغب في الرسم .

وهو ما يقوم به أولياء الأمور في مرحلة الثانوية العامة طالبين من أبنائهم الحصول على أعلى الدرجات وفور وقوعهم وعدم اجتيازهم للدخول في الجامعة المرغوب بها يبدأ الأهالي في إلقاء " همه " وهذا اكبر خطأ يقع فيه الأهالي اليوم .. لهذا أتمني من الجميع أن يتعلموا ويسمعوا للدروس التربوية السليمة .

وكلامي السابق ليس حكرا على سن المراهقين .

فالمراهقة ما هي إلا محصلة التفاعل بين العوامل البيولوجية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يتأثر بها المراهق .

إعداد /

محمد السيد عبدالله

دكتور عبد الرحمن عيسوى " معالم علم النفس "

المراجع د / مصطفي فهمي " سيكولوجية الطفل والمراهق "

د / احمد زكي صالح " علم النفس التربوي 1954 "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق