الجمعة، 11 مارس 2011

ذنب لا يغفر





من استغل غياب الامن  وعاد خارج حدود الانسانية ليمارس اعمال الاختطاف والسرقة والنهب هو في كل الاديان عاصى حتى وان مات على توبة وشهادة ..

حماية الانسان من الاستغلال والنهب , حماية الثروات العامة التى هي حق للناس جميعا . أكتب رسالة لمن يتعدى على املاك الدولة معتقد انها ملكا للنظام السابق من يغور فى الارض فسادا كالوباء له رسالة على لسان كل الاديان ... تبرأت منك الدنيا والاخره . وحسبك الله .

من يخالف عرفا او قانونا من يبني حرام  بأعتقاد انه حلال لا والله فلا تكون الثروة مشروعة وحلالا الا بالكسب الطيب ..
والكسب الطيب هو الذي لا مكان بين وسائله للأنانية والاستغلال للسرقة والنهب والاحتكار
ولأموال الشعب عند محمد صلي الله عليه وسلم وعند عيسى بن مريم حرمة عظيمة .
فإنهما يغفران كل الخطايا ويلتمس المعذرة لشتى الاثام , الا جريمة واحدة , يرفع في وجهها وفي وجوه مرتكبيها قصاصا مشحوذا .
هذه الجريمة هي العدوان على مال الدولة والشعب

اتيت اكتب لكما من الديانتان المسيحية والاسلامية لتفكروا وتتقوا الله ..

اتيت لكم بمثل من بين غزوات الحبيب المصطفي . فقد كان له خادما اسمه " رفاعة بن زيد " بعدما اصابه في إحدى الغزوات سهم فأنهى حياته ...

وبعد انقضاض القتال , قبل اصحاب محمد صلي الله عليه وسلم يعزونه فى خادمه .  

وقال قائلهم " هنئا له يا رسول الله ... لقد ذهب شهيدا "
فأجابه الرسول في حسرة وآسى : " كلا ....   إن الشملة التي اخذها من المغانم يوم خيبر لتشتعل عليه نارا "

أرأتيتم ..... يا من تحللون الحرام وتسرقون وتنهبون ....  صحابي مات يدافع عن الاسلام والقى بروحه فى بتوقة الشهداء ولكنه للأسف ما كتب منهم بسبب  شملة اختلسها من الغنائم بعد غزوة خيبر ..

إن هذه الشملة التي مادامت جزء من غنيمة او فيء ليست ملكا لأحد ... انها حق للجماعة كلها .. حتى ينال كل حظه ونصيبه .

ولقد اخذها الغلام  ووالله ما تسوى اكثر من درهم ولقد خدم الرسول صلي الله عليه وسلم , ومات شهيدا فى سبيل الله ... ومع هذا كله بقى متوقا بوزره الصغير ...

انها السرقة  ...  هي وزره الصغير ...  يستوى فيها قروش ضئيلة او مليارات كثيرة ...  تخيل معي يا من تسرق قطعة حديد يا من تهجمت على المصالح الحكومية يا من تسرق اخاك علانية او خفية وترهب الامن وترعب الخلق .. لو سرقت جنيه انتى في وزرك كمثل وزر كل سارق  سرق مليارات من هذا البلد   ..

يلا حقاره فعلتك التي قد لا تجد توبه ودعاء تصرخ به لله ليستجيب لك ويغفر لك ...

وذات يوم قبل احد الولاة هدية .... هدية من احدى الناس ولما علم الرسول صلي الله عليه وسلم بخبر تلك الهدية  استدعاه  وسأله حثيثا ....  قل ل  كيف تاخذ ماليس لك بحق ...

ويجيب الموالى متعذرا : لقد كانت هدية يا رسول الله ...

فيسأله الرسول " أرأيت لو قعد احدكم فى داره . ولم نوله عملا .... أكان الناس يهدوننه شيئا ""

وأمره ان يرد الهدية الي بيت المال وان يعتزل عن ولايته وعمله ....!

هكذا هي اموالنا واموال بلادنا هي حق علينا حمايتها وليست سرقتها وتخريبها يا ابناء وطني الحبيب ...
ولقد دمدم المسيح كثيرا بكلمات لاهبة على اولئك الذين يستثمرون ويسرقون عرق الكادحين على الذي يستغلون وينهبون الشعوب  وحقوق العاملين ...

قال

أولئك :  " الذين يأكلون بيوت الارامل . ولعلة يطيلون الصلاة "  و " الذين يظلمون الفعلة , والحاصدين بينما صاحهم قد وصل الى رب الجنود "

وإنه لجدير بإن يفعل . وما كان ليترك الظامئنين إلي العدل . يعانون جفاف الحلوق . واستعارة الهجير . بينما حفنات من المترفين والمستغلين يتذبحون في البحبوحة والظل .

ما كان له ان يصرف نفسه عن هذا الوضع , فإنه ليعلم عاقبة ذلك الخسر والوبال للأمة التي بعث فيها هذا التمايز الظلوم ..  

انه يقسم الامة على ذاتها ويمزقها ...

" وكل مملكة منقسمة على ذاتها . تخرب ... وبيت منقسم على ذاته يسقط "

لقد كان الوضع الاقتصادي في الجماعة اليهودية أمام المسيح ردئا وقاسيا ..

كان وكلاء  " روما " وتجار اليهود ورؤساء الكنهة ... كما يفعل بعض بلطجة شعبنا الان  ينهبون عرق الكادح  ولقمه الجائع وترهيب الناس فى الطرقات ...

وحينها قد فتحت عيون المسيح في طفولته .. وفي شبابه على سياط الباغية

لكنه رغم السرعة الوامضة التي لبثها فى دوره العظيم على الارض قبل الحبيب المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم .  وعلى الرغم من المنتهى القريب الذي يعجل برحيله .. لم يترك الوضع دون ان يصححه بكلمات مضيئة وجامعة ...

قال لتلامذته الاثنى عشر حين أرسلهم يكرزون بملكوت الله :  " لا يكن للواحد ثوبان "  وهتف طويلا بكلمات مضئة وجامعة من سلفه الشهيد " يوحنا " يحيى عليه السلام ...  
" من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا "

هكذا فإن ابن الانسان في دعوته ومنهجه وسلوكه لا يمكن بحال ان ير اى نظام على الاستغلال والتعدي على العباد وتعويق فرص المعيشة الكريمة الطيبة .... بل وتجريم كل من يعتدى على مال اخيه ..

بحثت بين الكتب عد طول صمتي وامام ما تقع عليه عيني ما تسمعه اذني ... لما التخريب في املاكنا ... من هؤلاء الذين يظنون انهم  ناجون من العقاب ...


كتبت مما علمني ربي رجوت ان ينتشر الوعى بيننا اجمعين ...  من سرق من نهب من اعتدى على مال ليس ماله  حاسب عليه وكان له وعليه الى يوم الدين ....





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق