الثلاثاء، 22 مارس 2011

رجل نهض ببلاده




"ماليزيا بلد مساحته تعادل 320 ألف كم2 وعدد سكانه 28 مليون نسمة وكان الماليزيون يعيشون فى الغابات، ويعملون فى زراعة المطاط، والموز، والأناناس، وصيد الأسماك. وكان متوسط دخل الفرد أقل من ألف دولار سنوياً (وليبيا تنتج نفطا يوفر لها دخلا عاليا قياسا بعدد السكان). وكانت الصراعات الدينية (بين اتباع 18 ديانة) في ماليزيا .

قيض الله لماليزيا د. ماهتير محمد الذى يعود له الفضل الأكبر فى نهضة ماليزيا الحديثة ومهاتير محمد هو الأبن الأصغر لتسعة أشقاء. والدهم مدرس ابتدائى راتبه لا يكفى لتحقيق حلم ابنه «مهاتير» بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية.. فيعمل «مهاتير» بائع «موز» بالشارع حتى حقق حلمه، ودخل كلية الطب فى سنغافورة المجاورة.. ويصبح رئيساً لاتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 1953 ليعمل طبيبا فى الحكومة الإنجليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت ماليزيا فى 1957 ويفتح عيادته الخاصة كـ«جراح» ويخصص نصف وقته للكشف المجانى على الفقراء.. ويفوز بعضوية مجلس الشعب عام 1964 ويخسر مقعده بعد 5 سنوات، فيتفرغ لتأليف كتاب عن «مستقبل ماليزيا الاقتصادى» فى 1970 ويعاد انتخابه «سيناتور» عام 1974 ويتم اختياره وزيراً للتعليم فى 1975، ثم مساعداً لرئيس الوزراء فى 1978، ثم رئيساً للوزراء عام 1981، لتبدأ النهضة الشاملة التى قال عنها فى كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها منأفكار النهضة المصرية على يد محمد علي".

ماذا فعل هذا الرجل في 21 عاما؟
  

"أولاً: رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج، التى يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات.. وبعد 20 سنة.. حتى 2020!

"ثانياً: قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة، وبالتالي خصص أكبر قسم فى ميزانية الدولة ليضخ فى التدريب والتأهيل للحرفيين.. والتربية والتعليم.. ومحو الأمية.. وتعليم الإنجليزية.. وفي البحوث العلمية.. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة فى أفضل الجامعات الأجنبية.

"ثالثاً: أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته، وأطلعهم على النظام المحاسبى، الذى يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى "النهضة الشاملة"، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا «بقطاع الزراعة».. فغرسوا مليون شتلة «نخيل زيت» فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير "زيت النخيل".

"وفي السياحة: قرر أن يكون المستهدف فى عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 81، لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً.

"وفي قطاع الصناعة: حققوا فى عام 96 طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية.

"وفي النشاط المالي: فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم 65 مركزاً تجارياً فى العاصمة كوالالمبور وحدها.. وأنشأ البورصة التى وصل حجم تعاملها اليومى إلى ألفى مليون دولار يومياً.

"وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة‏ بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التى يقطنها الآن أقل من 2 مليون نسمة، ولكنهم خططوا أن تستوعب 7 ملايين عام 2020، ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين، والمقيمين، والمستثمرين، الذين أتوا من الصين، والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة!

"باختصار: استطاع الحاج مهاتير من عام81 إلى 2003 أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة، التي يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً فى 81 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الاحتياطى النقدى من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به 18 ديانة، ولم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسى فى 81 كان عددهم 14 مليوناً والآن أصبحوا 28 مليوناً، ولم يتمسك بالكرسى حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه.

"فى 2003 وبعد 21 سنة، قرر بإرادته المنفردة أن يترك كرسى السلطة رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه «خريطة» و«خطة عمل» اسمها «عشرين.. عشرين».. أى شكل ماليزيا عام 2020 والتى ستصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند" ...........

هذه نهضة ماليزيا واليوم نحن من يصنع نهضة مصر
قصص الامم تنير الطريق
  



-- 
                  Dr - Amr Mansour


الجمعة، 11 مارس 2011

ذنب لا يغفر





من استغل غياب الامن  وعاد خارج حدود الانسانية ليمارس اعمال الاختطاف والسرقة والنهب هو في كل الاديان عاصى حتى وان مات على توبة وشهادة ..

حماية الانسان من الاستغلال والنهب , حماية الثروات العامة التى هي حق للناس جميعا . أكتب رسالة لمن يتعدى على املاك الدولة معتقد انها ملكا للنظام السابق من يغور فى الارض فسادا كالوباء له رسالة على لسان كل الاديان ... تبرأت منك الدنيا والاخره . وحسبك الله .

من يخالف عرفا او قانونا من يبني حرام  بأعتقاد انه حلال لا والله فلا تكون الثروة مشروعة وحلالا الا بالكسب الطيب ..
والكسب الطيب هو الذي لا مكان بين وسائله للأنانية والاستغلال للسرقة والنهب والاحتكار
ولأموال الشعب عند محمد صلي الله عليه وسلم وعند عيسى بن مريم حرمة عظيمة .
فإنهما يغفران كل الخطايا ويلتمس المعذرة لشتى الاثام , الا جريمة واحدة , يرفع في وجهها وفي وجوه مرتكبيها قصاصا مشحوذا .
هذه الجريمة هي العدوان على مال الدولة والشعب

اتيت اكتب لكما من الديانتان المسيحية والاسلامية لتفكروا وتتقوا الله ..

اتيت لكم بمثل من بين غزوات الحبيب المصطفي . فقد كان له خادما اسمه " رفاعة بن زيد " بعدما اصابه في إحدى الغزوات سهم فأنهى حياته ...

وبعد انقضاض القتال , قبل اصحاب محمد صلي الله عليه وسلم يعزونه فى خادمه .  

وقال قائلهم " هنئا له يا رسول الله ... لقد ذهب شهيدا "
فأجابه الرسول في حسرة وآسى : " كلا ....   إن الشملة التي اخذها من المغانم يوم خيبر لتشتعل عليه نارا "

أرأتيتم ..... يا من تحللون الحرام وتسرقون وتنهبون ....  صحابي مات يدافع عن الاسلام والقى بروحه فى بتوقة الشهداء ولكنه للأسف ما كتب منهم بسبب  شملة اختلسها من الغنائم بعد غزوة خيبر ..

إن هذه الشملة التي مادامت جزء من غنيمة او فيء ليست ملكا لأحد ... انها حق للجماعة كلها .. حتى ينال كل حظه ونصيبه .

ولقد اخذها الغلام  ووالله ما تسوى اكثر من درهم ولقد خدم الرسول صلي الله عليه وسلم , ومات شهيدا فى سبيل الله ... ومع هذا كله بقى متوقا بوزره الصغير ...

انها السرقة  ...  هي وزره الصغير ...  يستوى فيها قروش ضئيلة او مليارات كثيرة ...  تخيل معي يا من تسرق قطعة حديد يا من تهجمت على المصالح الحكومية يا من تسرق اخاك علانية او خفية وترهب الامن وترعب الخلق .. لو سرقت جنيه انتى في وزرك كمثل وزر كل سارق  سرق مليارات من هذا البلد   ..

يلا حقاره فعلتك التي قد لا تجد توبه ودعاء تصرخ به لله ليستجيب لك ويغفر لك ...

وذات يوم قبل احد الولاة هدية .... هدية من احدى الناس ولما علم الرسول صلي الله عليه وسلم بخبر تلك الهدية  استدعاه  وسأله حثيثا ....  قل ل  كيف تاخذ ماليس لك بحق ...

ويجيب الموالى متعذرا : لقد كانت هدية يا رسول الله ...

فيسأله الرسول " أرأيت لو قعد احدكم فى داره . ولم نوله عملا .... أكان الناس يهدوننه شيئا ""

وأمره ان يرد الهدية الي بيت المال وان يعتزل عن ولايته وعمله ....!

هكذا هي اموالنا واموال بلادنا هي حق علينا حمايتها وليست سرقتها وتخريبها يا ابناء وطني الحبيب ...
ولقد دمدم المسيح كثيرا بكلمات لاهبة على اولئك الذين يستثمرون ويسرقون عرق الكادحين على الذي يستغلون وينهبون الشعوب  وحقوق العاملين ...

قال

أولئك :  " الذين يأكلون بيوت الارامل . ولعلة يطيلون الصلاة "  و " الذين يظلمون الفعلة , والحاصدين بينما صاحهم قد وصل الى رب الجنود "

وإنه لجدير بإن يفعل . وما كان ليترك الظامئنين إلي العدل . يعانون جفاف الحلوق . واستعارة الهجير . بينما حفنات من المترفين والمستغلين يتذبحون في البحبوحة والظل .

ما كان له ان يصرف نفسه عن هذا الوضع , فإنه ليعلم عاقبة ذلك الخسر والوبال للأمة التي بعث فيها هذا التمايز الظلوم ..  

انه يقسم الامة على ذاتها ويمزقها ...

" وكل مملكة منقسمة على ذاتها . تخرب ... وبيت منقسم على ذاته يسقط "

لقد كان الوضع الاقتصادي في الجماعة اليهودية أمام المسيح ردئا وقاسيا ..

كان وكلاء  " روما " وتجار اليهود ورؤساء الكنهة ... كما يفعل بعض بلطجة شعبنا الان  ينهبون عرق الكادح  ولقمه الجائع وترهيب الناس فى الطرقات ...

وحينها قد فتحت عيون المسيح في طفولته .. وفي شبابه على سياط الباغية

لكنه رغم السرعة الوامضة التي لبثها فى دوره العظيم على الارض قبل الحبيب المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم .  وعلى الرغم من المنتهى القريب الذي يعجل برحيله .. لم يترك الوضع دون ان يصححه بكلمات مضيئة وجامعة ...

قال لتلامذته الاثنى عشر حين أرسلهم يكرزون بملكوت الله :  " لا يكن للواحد ثوبان "  وهتف طويلا بكلمات مضئة وجامعة من سلفه الشهيد " يوحنا " يحيى عليه السلام ...  
" من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا "

هكذا فإن ابن الانسان في دعوته ومنهجه وسلوكه لا يمكن بحال ان ير اى نظام على الاستغلال والتعدي على العباد وتعويق فرص المعيشة الكريمة الطيبة .... بل وتجريم كل من يعتدى على مال اخيه ..

بحثت بين الكتب عد طول صمتي وامام ما تقع عليه عيني ما تسمعه اذني ... لما التخريب في املاكنا ... من هؤلاء الذين يظنون انهم  ناجون من العقاب ...


كتبت مما علمني ربي رجوت ان ينتشر الوعى بيننا اجمعين ...  من سرق من نهب من اعتدى على مال ليس ماله  حاسب عليه وكان له وعليه الى يوم الدين ....