الأحد، 2 يناير 2011

لقاء بلا ميعاد ...






مجرد اعجاب بالحديث معها تحول لأعجاب شخصي بها  , ولا اجد مفر من الاعتراف بالحقيقة المؤكدة وهي انها محبوبة من العشرات  فحقها عندي مثل كل معجبيها ان يكون لها فى قلبي  ركن . كنت اتخيل  واكتفيت بالتخيل ولا داع  لهذه الخرافات مجددا

تجددت الاوهام  عندما شعرت انها تحملق في من بعيد وتركز عينها علي . ولم ابالي اقنعت نفسي بأنني احلم .

لعلني مازلت اقنع نفسي بالاوهام وهي حقيقة .. حتى اقتربت مني بشخصها  ونظرت في عيني وسألتني  سؤال لم افهمه سوى انني  تتبعت حركة عينها وحمره وجهها خجلا انا لا اعرف الاجابة بعد كل هذا ..

وجدتها تطلب مني ان انتظرها 

ثم عادات وتحدثت معي ساعات طوال في ايام  عديدة  كتبت فى مذكراتي  انني تحدثت مع نجمة ولم اذكر اسمها حتى لا يكون هذا سبب فى مشكلة يوما ما ان طلبت مني زوجتي فى المستقبل الاطلاع على مذكراتي .

ايام واشهر وبقى كلامنا كما هو وكل منا اصبح كجزء من تفكير الاخر وكأني اعيش حلم .
وبعد اسبوعين انقطعت فيهم عني وذاب قلبي بسببهم ولا اعرف لماذا

ثم اتت تطلب مني ان نبتعد 

لعب الواقع لعبته   هي من اسرة غنيه  وانا لازلت طالب بسيط  من اسرة عادية     بكل تأكيد ولكن انسان عادي  لا املك ما يملكه والدها  او من ادعت انه آتي لخطبتها

نفذت طلبها  وعشت قرابة  عامين كاملين   ابحث عن ترياق لجراحي ..   عرفت غيرها  الكثيرات مررت بأكثر من تجربة حب  واحدة  وتحولت كلمة احبك لكلمة عادية اسمعها فى اذني وانطق بها ارضاء لمن عذبتهم معي .


فى العامين اكتفيت بقضاء وقتي كما اني بين العمل والدراسة ولا جديد سوى بعض اوقات اللعب التي تعودت عليها والمقابلات بيني وبين اصدقائي ولم اضف لنفسي جديدا  كما تعودت دائما .

وفي يوم وجدت رنين فى هاتفي ولا اعلم من من  سوى انه رقم غريب لعلني كنت قد سئمت من رنين هاتفي فلا يأتيني سوى  بلقاء بصديق او خدمة  لشخص او سؤال معين عن شيء  وقليل ما يأتيني بخدر يسعدني  كنت ارغب فى بعض لحظات الهدوء ..

كرر نفس الرقم الاتصال  مرتين ..

وضعت يدي على الهاتف واخترت الرد على المكالمة ووضعت الهاتف على اذني

لم اسمع شيء  و لازلت  على وضعى كما انا  واضع الهاتف على اذني ولا اسمع سوى  الصمت

وبعد  ثوان سمعت صوت رقيق ويبدو انه صوت فتاة اعرفها جيدا .. 

الصوت لم يكن غريب على فذاكرتي الصوتية على درجة عالية من التمييز بين كل من يتصل بي ..

كنت لا اصدق نفسي انني اسمع صوت متشابه بصوت فتاة عرفتها من عامين   ولا اريد الضحك على نفسي حتى بدأت حديثها بالاسئلة

: امازلت تحب كل انواع الطعام كما انت ...

: نعم ..

: الا تتذكر اللون الازرق الذي تحبه

: مازلت احبه

: الا تعرف من انا حتى الان ..

: انا اكذب هاتفي واذني واعتقد انني اتحدث لنفسي 

: نعم اناهي من جعلتك  تفكر بهذا الشكل

: لا لا تخبريني انكي   ......   لا اصدق بالكاد لا اصدق سأغلق هاتفي الان لا تتلاعبي بي  لا ارغب فى المزيد الان ارجوكي اغلقي الهاتف ولا تعاودي الاتصال بي

: لماذا .....؟    انتظر.   انا بالفعل خلفك   على بعد  50 خطوة تقريبا  ... انت مازلت تعد خطوات قدميك فى الطرقات 

: نعم بالفعل  ... انتي بالقرب مني   .... اين انتي 

: على بعد خمسين خطوة  خلفك مباشرة

: حسنا اغلقي الهاتف الان سأتحرك  اني قادم ....

بالكاد انا احلم ولا اصدق نفسي  اريد ان يكون حلما ستكون صدمه الحقيقة شعور اخر

وبالفعل وجدت فتاة تقف على الجانب الاخر من الطريق وتنظر للأرض تارة ثم الى السماء لا استطيع ان اتبين ملامح وجهها فضوء المصابيح خافت ولا يساعدني على ذلك ..  ولكن حركاتها  انا معتاد عليها  كثيرا ماكنت اراقبها وهي تنتظرني  و لم تختلف كثيرا



عبرت الطريق مسرعا حتى كدت اصدم من احدي السيارات  ... 

لا اعرف وصلت واصبحت اقف امام منها  ...  اكتم بداخلي  الاف المشاعر ولا اجد لساني لأستغيث به معبرا عن كل ما بداخلي  ...

اكتفيت بالكلام الذي لا اعرفه حتى كان الخجليعتري وجهيي ولا انظر فى عينها كما كنت معتاد . 


وضعت يدها على فمي وطلبت مني الا اتكلم ولا ابحث بداخلي عن كلمة تعبر عن ما اريد قوله  ...  و اسمح لها هي بالكلام .

حركت رأسي للأسفل مبديا  رضائي .

وقتها تحدثت هي عن حالها وعن ايامها السابقة وسردت لي قصة طويلة قرابة ساعتين من الكلام المتواصل وانا لا اتكلم ...   حتى وصل الامر انها اصبحت تسأل نفسها  ولا تجيب لأنها  لا تعرف الاجابة ... 

ثم  نظرت لي وقالت  كنت اولا اخاف صمتك  اما الان  فلا اعرف ؟؟ فقد كنت   سابقا وفي اول معرفتي بك  كنت لا تصمت  دقيقة   اما الان انت صمت ساعتين كاملتين ... 

: طلبتي مني هذا   ... اتسمحين لي بالكلام ...
: بالتأكيد ...

: اريد الخروج من هذا  المكان ... اريد لاتجاه للشاطيء  احب السير على البحر ..

: حسنا ... ولكن الجو بارد   ....

: لقد وجدتيني اجلس وحيدا على البحر  وكنت لا اشعر بالبرد ...  لا تقلقي اخرجي التفكير فى البرد من رأسك ..

: لا امانع  استعد ..... وقودني للخارج ...

: تفضلي يا اميرتي ...

توجهنا للسير على " الكورنيش " وطوال الطريق لم يتفوه اي منا بكلمة

ثم بدأت بالكلام بالسؤال عن حالي  فتعجبت لسؤالها  وقلت لها

: قبل ساعان كان حالي طبيعيا  كنت اشعر ببعض الضيق والملل أما الان فلا اجد تعبيرا مناسب سوى انني اصبحت افضل  بكثير  وكأنني كنت مريض ابحث عن ترياق له  ووجده

: لازلت كما انت  تجمل كلامك بالكلام   انت لم تتغير  ولكن اعتقد ان حجمك زاد قليلا

: بالعكس  ....  انا كما انا لم ازد ولو انشا واحد  ..

: كما انت ..

: وانتي كما انتي  بنفس الدرجة التي اختطفتي بها قلبي  لأول مرة فهل لكي ان تعيديه لي .

: توقف   لا اجد كلام  اضعه امام كلامك  .

: لا ارغب بذلك  ... اخبريني   كم عدد محبينك 

: اعتقد انهم مئات 

: وهل انا واحد منهم

: انت ....  انت .....     

: لما الصمت .... أنا ماذا .... 

: لا اعرف ...   احب الصمت الان

: تحبي الصمت  حسنااااا 


ثم توجهت مسرعا لمنتصف الطريق  ووسط السيارات  ... وصرخت بصوتي لها  ..

: سرعة السيارات فى هذا  الطريق  تعادل من 60 كيلوا متر  الي 90 كيلوا متر فى الساعة وربما اكثر ... 

ثم عبرت سيارة مسرعة من امامي بسرعة رهيبة   ....  واعتقد ان سائقها  قد وبخني ..

: ماذا تفعل  يا مجنون ....

: اخبريني  كم اعني بالنسبة لكي   ...  فالسيارة  السابقة عبرت بأمان ولا اعرف  كيف ستكون القادمة بعد قليل 

حسنا ... اجعل السيارات  تخبرك .. 

: عبرت سيارتين بسرعة رهيبة بالكاد  استشهدت وقلت فى نفسي انني قد مت ولكن فتحت عيني فوجدت نفسي واقفا على قدمي  وهي تصرخ امامي

: ايها المجنون    عد وإلا ستموت .....

: اخبريني   كم اعني بالنسبة لكي وسأعود ...

: حسنا حسنا ....  انا .... انا ....

: انتي ماذا   سأموت   انقذيني  من جنوني هذا ارجوكي ..

: انا  احبك ....

: رائع ... هذا ما اردته  ....

وقتها قررت  العودة  على الرصيف مرة اخرى .. ولكن اتت سيارة ركاب مسرعة  وعيني وقعت علي عين السائق وهو يصرخ  .... وبعد لحظة عبرت السيارة من امامي  ووبخني السائق ونعتني بالمجنون ...
وهي تضحك ولا تكف عن  الضحك  وتنظر لي قائلة

:  انت مجنون  ... اتفق الجميع على ذلك  ....

: كانت ستهشد الاسكندرية مصرع  مجنون هذا اليوم  ولكن كتب لي عمر جديد  لك الحمد يا الله ...

:مالذي  فعلته  ...

: اقتنصت منكي  كلمة  كنت اريد سماعها ...

: حسنا    لم يتغير شيء ...

: اعرف مازال والدك ينظر لي  نفس النظرة  السابقة  مجرد  شخص بسيط  ولكن اعتقد انه لم ولن يقف امامي بعد الان ...

: حسنا ايها المجنون سأتوقف هنا  علي الذهاب الان ...

: الوقت تأخر  ...  سأكتفي بتوصيلك للبيت ..

:لا لا  لا ارغب فى ذلك سأتحدث معك مرة اخرى ..


: انتظري ... كيف سأراكي مجددا ...

وضعت يديها فى جيب بدلتي واخرجت الموبايل ثم قالت

: رقمك  عندي سأتصل بك لأطمئن على حالك ... واعلم انني لم اتنازل عنك مجددا فلا تتنازل عني
: اؤكدلك هذا ..
وتوجهت لسيارتها ثم ابتعدت عني وهي تلوح لي

وذهبت انا لمنزلي وجلست خلف زجاج الشرفة  انظر  لتلاعب الهواء بالاشجار ومنظر البحر الذي يظهر عليه  الهدوء من بعيد ومن قريب عكس ذلك .
وبعد ثوان وجدت رسائلها قد عادت لمتليء هاتفي  بأسمها مرة اخرى .  ولا اجد تعبيرا  ارسله لها فى رسالة وعدت كما انا  اتصل بها  لأسمع صوتها فقط كالطفل وهي مثلي وكأننا طفلان

امامي بعض الوقت  هو فقد ما املكه عسى ان يوفقني القدر  وان تكون هي من تملىء حياتي  وتشاركني فراغ منزلي ..
ظل الامر كما كان واكثر ... الخيال  رائع واللحظات الثمينة  لا تعوض  قد يكون المستقبل مجهول ولكنه  على قدر غموضه تكون به رحمه القدر  وتوفقيه لما اخترناه ...

قد اكون مجنونا ولكن ما الفارق كنت سأعيش وحيدا  ولكن ما الفارق بين مجنون وسط احبابه  وبين عاقل لا يقتنع بعقلانيته ويجني الام مبادئه .

الاشياء الثمينة هي تلك التي نجتهد فى الوصول لها دائما و اهدافنا بقدر الالام التي نعيشها في طريقنا لها بقدر حلاوة القرب منها .

لا تجعل الواقع يسلبك لحظات السعادة ...  والان  ..هذه اللحظة  ... هي  أنت  ؟؟؟ 




محمدالسيدمحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق