كثيرا ما تكون العقبة قوية فلا استطيع القفز من فوقها وكثيرا ما اصنع انا لنفسي الفشل معتقدا اننى سأجني النجاح بعدها .
فى يوم ضاق بي الكون ... خرجت باكيا نادما وكأننى كسرت الف مرة .
والاصعب عندما تكون وحيدا تواجه نفسك بوحدتك يوم تقوي عليك ويوم تهزمها ... يوم انت الراغب ويوم هي الراغبة حرب لا يحكمها الا عقلي .
تصورت ان السعادة لم تراني امامها مرة اخري بعدما حصدت انا حزني بيدي .
ولكن اتى موقفا جعلني افكر الف مرة فى حالى . والاستمرار فى فشلي حتى يؤمن الاخرين بي وابدأ فى تصحيح اتجاه سفينتي نحو الشرق بدلا من الغرب
سمعت صوتا قريبا يغني وكأنه شخص احاطط به السعاده .
نظر الى فوجدني اجلس على محطة الحافلة
ولم اشعر ان الحزن كان يخرج مني ليجذبه
فأقترب مني وجلس بجواري وسألني عن الوقت
نظرت لعقارب ساعتي واخبرته الوقت ؟
فقال : لقد تأخرت كثيرا عن موعدي ... هل سبق لك يا صديقي ان تأخرت ؟
فقلت : ان سألت التأخير من هو صديقك فا سيقول لك اننى انا ....
فقال ضاحكا : أأنت تعرف التأخير اكثر مني .
فقلت : انه اصبح صديقي الان
ونظرت اليه , وجدته يبتسم وعلى وجهه الاسمر يرسم الابتسامه وكأنه أمر بها ؟
فقلت له : عن ماذا تتأخر ؟
فقال لي : لقت تأخرت عن الوقوف فى اشارة المرور . فهناك تقف العديد من السيارات ووقتها اهجم انا بسلاحي واقتلع الاتربه من عليها .... سأجني بعض الاموال تدير علي ربح كبير يكفي لأحضار خبزا ملئ بحبات الفول و شرائح الطماطم واوراق الجرجير وسأدخر الباقي ...
فقت له : اتقصد انك تعمل .
قال لي : نعم انا اعمل ....... بدوني لكانت كل تلك السيارات مغطاه بالاتربه ....
عجبت لفلسفة هذا الشخص الغريب ... ولكن ما اثار دهشتي انه يبتسم ... رغم ان كل حلمه الخبز المليء بحبات الفول .
فقلت له : اليس لك حلم اخر .
فقال لي : نعم لي حلم اخر اجتهد للوصول اليه .
فقلت : اذا حلمك ان تصبح صاحب لجراج سيارات او محطة كبيرة لتنظيف السيارات .
فقال : لا بل حلمي ان يرضي الله عني . فلا اريد ان اكون خاسرا
ولما التف حولي لقطت عيني ان يده اليمني مبتوره .
شعرت بحسرتي بعدها ......
ليكمتل مسلسل لا اعرف اهو مضحك ام محزن
اخبرني انه كان صغيرا فحدث له حادث ادي لنزيف حاد ولو يستطع احد ايقاف هذا النزيف الذي اصبح يهدد باقي جسده و هم الاطباء لبتره حتى لا يموت . ويفقد حياته .
وبعدها سألني : لماذا ترتدي تلك النظارة على عينك .
فقلت : لا انها عباره عن شيء يجعل نظري اقوي
انظر لعيني ..... فأنا اراك اعتقد انها غير مهمة
وبعدها قمت بخلع النظارة من وجهي .
فقال لي : اعتقد انك كنت حزين لحد ما
فقلت : لا انه ليس حزن بل هو احساس بفقدان شيء ولكنني سأبحث عن شيء افضل منه لا عليك .
فقال : وانا سأبحث عن شارع جديدا تقف فيه السيارات متكدثه لأمارس عملى
ورفع عينه للسماء وقال لي سألقاك عم قريب لا تنساني يا صديقي .
وبعدها توجهت لشراء الكتب كالعادة وبدأت فى القراءة رغم شعوري بالفشل حتى ان قرأت القرأن وبدأت فى استرجاع ما حفظته من ايات وحفظ المزيد والمزيد ومع كل ايه اشعر بنهر جديد يخترق عقلي وفكري وقلبي رأيت اناس يتسابقون لشيء يدفعهم للرضا والاطمأنان اريد التسابق معهم ...
ان كنت انا واين انا الان .؟؟
لم افكر قد كم من الوقت اريده لأصبح ما اريد ... ولكن هذا الرجل جعل تفكيري يختلف قليلا عما ما سبق
ومع كل كتاب كان هناك دافعا جديدا يدفعني للمغامرة فى الحياه
بدأت فى شغل وظائف عديدة وانا ابحث عن عمل يقتل فراغي او اى نشاط اخر لم افكر بعدها ما حدث لي
المهم أنني ما زلت على قيد الحياه .....
تأليف : محمد السيد