الثلاثاء، 22 مارس 2011

رجل نهض ببلاده




"ماليزيا بلد مساحته تعادل 320 ألف كم2 وعدد سكانه 28 مليون نسمة وكان الماليزيون يعيشون فى الغابات، ويعملون فى زراعة المطاط، والموز، والأناناس، وصيد الأسماك. وكان متوسط دخل الفرد أقل من ألف دولار سنوياً (وليبيا تنتج نفطا يوفر لها دخلا عاليا قياسا بعدد السكان). وكانت الصراعات الدينية (بين اتباع 18 ديانة) في ماليزيا .

قيض الله لماليزيا د. ماهتير محمد الذى يعود له الفضل الأكبر فى نهضة ماليزيا الحديثة ومهاتير محمد هو الأبن الأصغر لتسعة أشقاء. والدهم مدرس ابتدائى راتبه لا يكفى لتحقيق حلم ابنه «مهاتير» بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية.. فيعمل «مهاتير» بائع «موز» بالشارع حتى حقق حلمه، ودخل كلية الطب فى سنغافورة المجاورة.. ويصبح رئيساً لاتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 1953 ليعمل طبيبا فى الحكومة الإنجليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت ماليزيا فى 1957 ويفتح عيادته الخاصة كـ«جراح» ويخصص نصف وقته للكشف المجانى على الفقراء.. ويفوز بعضوية مجلس الشعب عام 1964 ويخسر مقعده بعد 5 سنوات، فيتفرغ لتأليف كتاب عن «مستقبل ماليزيا الاقتصادى» فى 1970 ويعاد انتخابه «سيناتور» عام 1974 ويتم اختياره وزيراً للتعليم فى 1975، ثم مساعداً لرئيس الوزراء فى 1978، ثم رئيساً للوزراء عام 1981، لتبدأ النهضة الشاملة التى قال عنها فى كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها منأفكار النهضة المصرية على يد محمد علي".

ماذا فعل هذا الرجل في 21 عاما؟
  

"أولاً: رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج، التى يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات.. وبعد 20 سنة.. حتى 2020!

"ثانياً: قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة، وبالتالي خصص أكبر قسم فى ميزانية الدولة ليضخ فى التدريب والتأهيل للحرفيين.. والتربية والتعليم.. ومحو الأمية.. وتعليم الإنجليزية.. وفي البحوث العلمية.. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة فى أفضل الجامعات الأجنبية.

"ثالثاً: أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته، وأطلعهم على النظام المحاسبى، الذى يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى "النهضة الشاملة"، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا «بقطاع الزراعة».. فغرسوا مليون شتلة «نخيل زيت» فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير "زيت النخيل".

"وفي السياحة: قرر أن يكون المستهدف فى عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 81، لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً.

"وفي قطاع الصناعة: حققوا فى عام 96 طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية.

"وفي النشاط المالي: فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم 65 مركزاً تجارياً فى العاصمة كوالالمبور وحدها.. وأنشأ البورصة التى وصل حجم تعاملها اليومى إلى ألفى مليون دولار يومياً.

"وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدة‏ بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التى يقطنها الآن أقل من 2 مليون نسمة، ولكنهم خططوا أن تستوعب 7 ملايين عام 2020، ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين، والمقيمين، والمستثمرين، الذين أتوا من الصين، والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة!

"باختصار: استطاع الحاج مهاتير من عام81 إلى 2003 أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة، التي يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً فى 81 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الاحتياطى النقدى من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به 18 ديانة، ولم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسى فى 81 كان عددهم 14 مليوناً والآن أصبحوا 28 مليوناً، ولم يتمسك بالكرسى حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه.

"فى 2003 وبعد 21 سنة، قرر بإرادته المنفردة أن يترك كرسى السلطة رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه «خريطة» و«خطة عمل» اسمها «عشرين.. عشرين».. أى شكل ماليزيا عام 2020 والتى ستصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند" ...........

هذه نهضة ماليزيا واليوم نحن من يصنع نهضة مصر
قصص الامم تنير الطريق
  



-- 
                  Dr - Amr Mansour


الجمعة، 11 مارس 2011

ذنب لا يغفر





من استغل غياب الامن  وعاد خارج حدود الانسانية ليمارس اعمال الاختطاف والسرقة والنهب هو في كل الاديان عاصى حتى وان مات على توبة وشهادة ..

حماية الانسان من الاستغلال والنهب , حماية الثروات العامة التى هي حق للناس جميعا . أكتب رسالة لمن يتعدى على املاك الدولة معتقد انها ملكا للنظام السابق من يغور فى الارض فسادا كالوباء له رسالة على لسان كل الاديان ... تبرأت منك الدنيا والاخره . وحسبك الله .

من يخالف عرفا او قانونا من يبني حرام  بأعتقاد انه حلال لا والله فلا تكون الثروة مشروعة وحلالا الا بالكسب الطيب ..
والكسب الطيب هو الذي لا مكان بين وسائله للأنانية والاستغلال للسرقة والنهب والاحتكار
ولأموال الشعب عند محمد صلي الله عليه وسلم وعند عيسى بن مريم حرمة عظيمة .
فإنهما يغفران كل الخطايا ويلتمس المعذرة لشتى الاثام , الا جريمة واحدة , يرفع في وجهها وفي وجوه مرتكبيها قصاصا مشحوذا .
هذه الجريمة هي العدوان على مال الدولة والشعب

اتيت اكتب لكما من الديانتان المسيحية والاسلامية لتفكروا وتتقوا الله ..

اتيت لكم بمثل من بين غزوات الحبيب المصطفي . فقد كان له خادما اسمه " رفاعة بن زيد " بعدما اصابه في إحدى الغزوات سهم فأنهى حياته ...

وبعد انقضاض القتال , قبل اصحاب محمد صلي الله عليه وسلم يعزونه فى خادمه .  

وقال قائلهم " هنئا له يا رسول الله ... لقد ذهب شهيدا "
فأجابه الرسول في حسرة وآسى : " كلا ....   إن الشملة التي اخذها من المغانم يوم خيبر لتشتعل عليه نارا "

أرأتيتم ..... يا من تحللون الحرام وتسرقون وتنهبون ....  صحابي مات يدافع عن الاسلام والقى بروحه فى بتوقة الشهداء ولكنه للأسف ما كتب منهم بسبب  شملة اختلسها من الغنائم بعد غزوة خيبر ..

إن هذه الشملة التي مادامت جزء من غنيمة او فيء ليست ملكا لأحد ... انها حق للجماعة كلها .. حتى ينال كل حظه ونصيبه .

ولقد اخذها الغلام  ووالله ما تسوى اكثر من درهم ولقد خدم الرسول صلي الله عليه وسلم , ومات شهيدا فى سبيل الله ... ومع هذا كله بقى متوقا بوزره الصغير ...

انها السرقة  ...  هي وزره الصغير ...  يستوى فيها قروش ضئيلة او مليارات كثيرة ...  تخيل معي يا من تسرق قطعة حديد يا من تهجمت على المصالح الحكومية يا من تسرق اخاك علانية او خفية وترهب الامن وترعب الخلق .. لو سرقت جنيه انتى في وزرك كمثل وزر كل سارق  سرق مليارات من هذا البلد   ..

يلا حقاره فعلتك التي قد لا تجد توبه ودعاء تصرخ به لله ليستجيب لك ويغفر لك ...

وذات يوم قبل احد الولاة هدية .... هدية من احدى الناس ولما علم الرسول صلي الله عليه وسلم بخبر تلك الهدية  استدعاه  وسأله حثيثا ....  قل ل  كيف تاخذ ماليس لك بحق ...

ويجيب الموالى متعذرا : لقد كانت هدية يا رسول الله ...

فيسأله الرسول " أرأيت لو قعد احدكم فى داره . ولم نوله عملا .... أكان الناس يهدوننه شيئا ""

وأمره ان يرد الهدية الي بيت المال وان يعتزل عن ولايته وعمله ....!

هكذا هي اموالنا واموال بلادنا هي حق علينا حمايتها وليست سرقتها وتخريبها يا ابناء وطني الحبيب ...
ولقد دمدم المسيح كثيرا بكلمات لاهبة على اولئك الذين يستثمرون ويسرقون عرق الكادحين على الذي يستغلون وينهبون الشعوب  وحقوق العاملين ...

قال

أولئك :  " الذين يأكلون بيوت الارامل . ولعلة يطيلون الصلاة "  و " الذين يظلمون الفعلة , والحاصدين بينما صاحهم قد وصل الى رب الجنود "

وإنه لجدير بإن يفعل . وما كان ليترك الظامئنين إلي العدل . يعانون جفاف الحلوق . واستعارة الهجير . بينما حفنات من المترفين والمستغلين يتذبحون في البحبوحة والظل .

ما كان له ان يصرف نفسه عن هذا الوضع , فإنه ليعلم عاقبة ذلك الخسر والوبال للأمة التي بعث فيها هذا التمايز الظلوم ..  

انه يقسم الامة على ذاتها ويمزقها ...

" وكل مملكة منقسمة على ذاتها . تخرب ... وبيت منقسم على ذاته يسقط "

لقد كان الوضع الاقتصادي في الجماعة اليهودية أمام المسيح ردئا وقاسيا ..

كان وكلاء  " روما " وتجار اليهود ورؤساء الكنهة ... كما يفعل بعض بلطجة شعبنا الان  ينهبون عرق الكادح  ولقمه الجائع وترهيب الناس فى الطرقات ...

وحينها قد فتحت عيون المسيح في طفولته .. وفي شبابه على سياط الباغية

لكنه رغم السرعة الوامضة التي لبثها فى دوره العظيم على الارض قبل الحبيب المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم .  وعلى الرغم من المنتهى القريب الذي يعجل برحيله .. لم يترك الوضع دون ان يصححه بكلمات مضيئة وجامعة ...

قال لتلامذته الاثنى عشر حين أرسلهم يكرزون بملكوت الله :  " لا يكن للواحد ثوبان "  وهتف طويلا بكلمات مضئة وجامعة من سلفه الشهيد " يوحنا " يحيى عليه السلام ...  
" من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا "

هكذا فإن ابن الانسان في دعوته ومنهجه وسلوكه لا يمكن بحال ان ير اى نظام على الاستغلال والتعدي على العباد وتعويق فرص المعيشة الكريمة الطيبة .... بل وتجريم كل من يعتدى على مال اخيه ..

بحثت بين الكتب عد طول صمتي وامام ما تقع عليه عيني ما تسمعه اذني ... لما التخريب في املاكنا ... من هؤلاء الذين يظنون انهم  ناجون من العقاب ...


كتبت مما علمني ربي رجوت ان ينتشر الوعى بيننا اجمعين ...  من سرق من نهب من اعتدى على مال ليس ماله  حاسب عليه وكان له وعليه الى يوم الدين ....





السبت، 8 يناير 2011

الاثنين، 3 يناير 2011

الحياة.. هي أمّ المعارك!!









ساحتها مليئة بالصراعات والحروب، وواهم من طلب فيها السلامة أو الراحة أو الهدوء!


وقبل أن ترفع حاجبيك مستنكرا دعني أذكّرك بأن الحياة مقسومة بين صنفين؛هما: الطيبون والأشرار، الصالحون والفاسدون، الأمناء واللصوص، أصحاب القلوب والضمائر الحية وأصحاب النفوس الخربة المهترئة.. هذه هي الدنيا بجلاء ووضوح كاملين.


ثمة أناس في الحياة هم الشرّ بعينه، عدوانيّون، الخبر السيئ أنك مهما كنت طيبا خلوقا، إلا أنك ستجد نفسك في لحظة ما مُجبر على الدخول في معركة معهم، بوصفك -إن أحببت- جنديا في جيش الشرفاء، والصالحين، والأمناء!.


كثير من المصلحين يحثوننا على تطليق صراعات الحياة، من باب الزهد في الغنيمة الدنيوية، هؤلاء أرسل لهم قول عملاق العربية الأديب مصطفى صادق الرافعي: "مثلما يضرّ أهل الشر غيرهم عندما يفعلون الشر، يضرّ أهل الخير غيرهم إذا لم يفعلوا الخير"، وفعل الخير ليس دائما مثار إعجاب واستحسان من الآخرين، خاصة أصحاب النفوس السيئة البغيضة، وهنا ستجد نفسك -وأنت تفعل الخير- في قلب المعركة!!


عالم النفس الشهير "جان بياجيه" يؤكّد أن الصراع جزء من طبيعة الحياة، كما يشدد على أننا يجب أن نؤهل أبناءنا وهم صغار على دخول المعركة، مؤكدا أن معارك الطفل مع الأقران ثم الأهل تعلّم الطفل التأقلم مع العالم، وتنمية استراتيجيات تمكّنه من التعامل مع المشكلات، بينما تعليم الأطفال تجنُّب الصراع بأي ثمن، يذهب بهم إلى أن يصبحوا معوّقين اجتماعيا وعقليا، والأمر نفسه يمكن ترجمته على الكبار؛ فخوض المعارك من أجل ما نؤمن هو جزء من اتّساع وعينا، وإثراء خبراتنا، خاصة إذا كان المقابل هو الخوف والرهبة والإجفال، فهذا مما يتعارض مع تحقيق وجودنا الكامل والصحيح في الحياة!


المفكّر والكاتب "روبرت جرين" يعطينا في كتابه "33 استراتيجية للحرب" وجها مضيئا للصراع ومجابهة الخصوم، فيقول: "الأعداء يجلبون هدايا عدة، يكفي أنهم يحفزونك، ويجعلون معتقداتك مركّزة.. محاربو الساموراي في اليابان لا يستطيعون الحصول على تقدير بامتيازهم ما لم يُقاتلوا أفضل السيّافين، كما أن محمد علي كلاي كان بحاجة لهزيمة خصم عنيد مثل "جو فرايزر" لكي يصبح مقاتلا عظيما حقيقيا، المنافس الصلب قادر على أن يُخرج أفضل ما فيك من صفات، وكلما كبر المنافس كانت مكافأتك أعظم، حتى لو هُزمت؛ وذلك لأنه من الأفضل أن تُهزم أمام منافس عظيم من أن تربح على حساب منافس ضعيف، فسوف تكسب احتراما وتعاطفا ودعما لمعركتك التالية".


منذ أن قرر إبليس أن يضعنا هدفا له، ويطلب المهلة الزمنية من أجل تحقيق هذا الهدف، وطبول الحرب قد دُقّت في عنف وشدة، أبناء إبليس بالملايين، تعلّموا منه كل ما يؤهّلهم لخوض المعركة والفوز بها، فهل يُعقل أن يكون الجانب الآخر غير مهيّأ لدخول المعركة وربحها.


النبي -صلى الله عليه وسلم- هو منبع الرحمة والرقّة، يقف احتراما لجثة رجل يهودي يؤخذ إلى قبره، وحين يتعجب أصحابه يقول لهم: "أوليست نفسا؟"، تستحق أن تُحترم بغضّ النظر عن أي شيء آخر.


يُظلم ويؤذى ويأتيه ملك من قِبل الله منتظرا إشارة فيُطبق على من ظلمه جبلين، فيجعلهم عبرة ومثلا، فيقول -ودمه لم يجفّ، ووجعه لم يهدأ- لا.. لعلّ الله أن يُخرج من أصلابهم رجلا موحّدا.


ومع ذلك.. خاض -صلى الله عليه وسلم- حروبا، وجهّز جيوشا، وعلّم أصحابه فنون القتال والحرب.. لماذا؟!


الإجابة.. لأن معسكر الصلاح مكتوب عليه خوض المعركة، ومأمور بأن يجتهد للفوز بها.


يا صاحبي.. إذا ما أحببت أن تكون سعيدا فعليك أن تطرد من ذهنك فكرة أن الحياة سلام وهدوء وراحة، إن الراحة هناك بعدما نمرّ على الصراط، ونتخطى مرحلة الحساب من قِبل رب البشر..



أما هنا فنحن في معركة.. وعلينا أن نحاول جاهدين أن نربحها بشرف وكرامة





المتطفل شخص يسأل عن ما لا يعنيه ، ويدس أنفه فى مسائل ليس له أن يقف عليها ، ويدلى برأيه من غير أن يطلب منه.

وهذا يا صديقي من سوء الأدب ..بل هي ثلمه في إسلام المرء فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :

(
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) .

لقد ورد في حكم العرب أن (لا تسأل عن مالا يعنيك ، كي لا تسمع ما لا يرضيك )



فالتطفل صفة مذمومة تدل على قلة الذوق ، وانعدام الشعور ، والمتطفل غير مرحب به ،

وإذا حضر قوبل بضيق وربما بشدة ، نظرا لتدخله المستمر في كل شيء.

وأسوء أنواع التطفل هو التطفل في التخصصات !!

يشتكي أحدهم من صداع في رأسه ، وفي المجلس طبيب ، فيطل صاحبنا برأسه ويقول بسرعة خذ قرص من دواء كذا . ،

ويسأل آخر عن مسألة فقهية وفي الجلسة شيخ أو طالب علم فيقول صاحبنا كفيت إن الرأي فيها هو كذا . فهو لا يتورع عن الفتيا ، ولا يتردد قبل الكلام في أمر لا يخصه.

والإنسان المحبوب يجب أن يكون أحرص الناس على الابتعاد عن تلك الصفة البغيضة
وألا يلقي بنفسه في مجالس لم تعد له أو لم يدعى إليها ،

وألا يتحدث في مواقف ليس أهلا لها ، ولا يؤيد أو ينفي إخبار لم يأته نبئها.

يجب كذلك أن يكون خفيفا كالنسمة ، حساس كالزهرة ، يقرأ وبسرعة صفحات الوجوه ويستشعر مدى حب أو استثقال الناس لوجوده .

ويحاول دائما أن يجعل من نفسه شخصية مطلوبة . الكل يهفو إليه وهو يقبل على استحيا .. تماما كالماء للظمأى.

لذا فاسمح لي يا صديقي أن أحذرك من أن تتكلم في موقف لست له أهل .. أو تقتحم مجلسا لم تُدعى إليه .. أو تؤيد وتنفي أخبار لم يأتك نبئها .

اعمل على أن تكون مطلوبا لا متطفلا ، كالماء للظمأى ، يُطلب فيجود بقطرات قليلة تزيد السامعين عطشا ورغبة في المزيد.

حتى وإن أخطأت التقدير ذات مرة ، أو أحسست ـ ولو مجرد إحساس ـ أنك ربما تكون في المكان الخطأ ،

أو بأنك تفوهت ما لا ينبغي لك أن تتفوه به أن تعود أدراجك سريعا ، وتعتذر في أدب ممزوج بالحياء.

فالناس بقدر ما تمقت المتطفل بقدر ما تقدر وتحترم وتحب الشخص الذي يمتلك شعورا يقظا ، وحسا مرهفا ، وشخصية عزيزة كريمة  ...




كريم الشاذلي 

العلم والتكنولوجيا







التكنولوجيا ...

لعله كان مقالا بسيطا تناولته من كتاب للدكتور فؤاد زكريا بعدما ابهرني بكل ما فيه ووجدت ضالتي و سعيت فيه لتوضيح معان كثيرة لكلمة التكنولوجيا ودورها فى العلم  وتوضيح دور العلم واندماجه مع التكنولوجيا .. في تلبية حاجات البشرية .

فالتكنولوجيا عند كثير من الناس لها رنينا حديثا يجعلهم يظنون ان العالم لم يعرف التكنولوجيا الا في عصر قريب وإنها تتمثل فى المخترعات الحديثة والراقية وخاصة ما ظهرت فى القرن العشرين .
ولكن الحقيقة ان الشيء الوحيد الحديث فى كل هذا  هو اللفظ نفسه " تكنولوجيا "
ومن الخطأ ان نربط بين التكنولوجيا والخترعات الحديثة فقط .  لأن كل هذه المخترعات ما هي الا مجرد مرحلة لخطوات لا تنتهي ولا يمكن ان تكون المرحلة الاخيرة  التي ترضي اشباع  حاجات البشرية .

وللتكنولوجيا معان  ترتبط بما يطرأ على عقل الانسان فلها معان في التطبيق العلمي .  فالعلم معرفة نظرية والتكنولوجية ماهي الا تجسيد لهذا العلم  . اي ان لولا العلم ما كانت التكنوجيا .  وهو ايضا تعريف يشوبه النقصان لأن التكنولوجيا  قد ظهرت منذ البدايات  وانها لم تكن مرتكزة معظم الوقت على العلم .

ومعنا اخر يعتبر التكنولوجية ماهي الا وسيلة تستخدم فى العمل البشري . فمنذ اقدم العصور كان الانسان يستعين بأدوات تساعده فى عمله وهي ادوات تستحق اسم التكنولوجيا . كتهذيب قطعة من الحجر او المعدن وربطها بقطعة خشبية واستخدامها فأسا لتقليب الارض او لقطع الاشجار هو ايضا نوع من التكنولوجيا .

اذن فكل ما يستخدمه الانسان ويسعين به للقيام بأعماله بالاضافة لقواه الجسمية يستحق كلمة تكنولوجيا .
وهكذا واخيرا نصل لمعنى اخر للتكنولوجيا : فهي كل ما يستعين به الانسان لتكمله ما ينقصه من القوى والقدرات.

حاجات المجتمع ...   وهناك مثل شهير اعتدنا على قوله  وهو " الحاجة ام الاختراع " .. بالفعل فالحاجة ام الاختراع لأن لولاها ما اخترع الانسان ولا ابدع ما يريد ان يخفف عنه ويوصله لأشباع حاجاته .

وقصدي من هذا الكلام ان ما توصل اليه الانسان  لا بد ان يكون متناسبا لعصره ..  ومع احتياجات المجتمع وقتها .. آي ان هناك ارتباط وثيق بين التكنولوجيا في آي عصر وبين حاجات المجتمع .


وبالجمع اخيرا بين كل هذه العناصر نتمكن من تعريف  التكنولوجيا بنظره اوسع " وهي الادوات او الوسائل التي تستخدم لأغراض علمية تطبيقية , والتي يستعين بها الانسان فى عمله لإكمال قواه وقدراته , وتلبية الحاجات التي تظهر في إطار الظروف الاجتماعية ومرحلته التاريخية الخاصة ...

** مع توضيح ان  لفظ التكنولوجيا هو لفظ مركب  كما فى "  السكولوجيا و الجيولوجيا ...




*************************************************

كيفية الربط بين العلم والتكنولوجيا في جميع العصور .. ؟

ان النظرة البسيطة والعامة  للتطور التكنولوجي تعطي الاقناع بإن الربط بين العلم والتكنولوجيا حديث العهد . ولكن لو دققنا فيما سبق ذكره فى السطور السابقة ستجد ان التكنولوجيا ظاهرة موغلة فى القدم فإنها كانت طوال هذا الجزء الاكبر من التاريخ تسير على  نحو مستقل عن العلم . وتتطور دون ان تكون معتمدة عليه ..



فكل ما توصل له الانسان منكشوف واختراعات فى العصور القديمة قد تحققت بمعزل 


عن العلم . كالعصر الحجري او البرونزي والعصر الحديدي . وهذه مراحل تعبر عن 


واقع ومستوي التطور التكنولوجي لكل عصر .


ففي العصر الحجري كانت اهم الادوات المستخدمة لمساعدة الانسان في عمله 


مصنوعه من الحجر . ثم تطورت لأستخدام الحديد وهكذا ...  وكل هذا لم يدين للعلم 


بأي شيء بل كانت مجرد تطور صناعي عادي




فالذين قاموا بكل هذا التطور لم يكونوا علماء . ولم يدروسوا نظرات علميه وهكذا 


ولكن ماهم الا" صناع مهرة"توارثوا خبرتهم جيل بعد جيل واضافوا اليها من تجاربهم 


الخاصة فتطورت صناعتهم ببطء شديد بما جعل الانتفال من عصر لعصر يستغرق 


الاف السنين . وايضا لم يكن مبدأ الدراسة هو المتحكم فى عملهم . بل كان مبدأ 


المحاولة هو ما يميز ما وصولوا له . فتاره تنجح محاولاتهم فتصبح منتقله من جيل 


الى جيل او ان تفشل .




وهكذا كشوف حاسمة على ذلك من صناعة الخزف والناسيج والعجلة والسفينة تم 


تحققها على نحو مستقل تماما عن العلم .



  فمثلا فى العصر اليوناني القديم , الذي تطورت فيه التكنولوجيا في بعض الميادين 


ولكنها ظلت منفصله عن العلم الذي كان يعتبر فى العصر اليوناني جهد نظري بحت 


يستهدف الى ارضاء حب الاستطلاع لدى الانسان ولا يتجه للواقع العملى ... وايضا 


ففي العصور الوسطي والاسلامية لم يكن هناك اساس علمي للتكنولوجيا . فأختراع 


البارود الذي كان له تأثيره فى الحروب والطباعة التي غيرت معالم الثقافة ونشر 


المعرفة كل هذه الصناعات كانت مجرد بداية على آيدي صناع مهرة .لا يسترشدون فى 


عملهم نظرية علمية ..



ولو شئنا القول بالاعتراف بإن التكنولوجيا هي ما اثرت فى العلم طوال الفترة 


والعصور السابقة . بل  كانت تستخدم ايضا فى خدمة العلم .


فالصناعة التي قام بها صانع ماهر  الان تخدم العالم فى دراسته . فمثلا صناعة القلم 


يقوم بها عامل عادي ولكنه بهذه الصناعة يخدم الكثير من طلبة العلم ويسهل لهم 


امور شتى .

والتلسكوب الذي تم على أيدي صناع بارعيين فى صقل العدسات . لم يكن لديهم خبرة 


علمية كافية .. هم الان يساعدون علماء آخرين على كشف عالم الاحياء الصغيرة 


والدقيقة .


وفي بدايات القرن السابع عشر بدأ ينبثق العلم يتحكم فى هذا التطور التكنولوجي  ليكن 

افضل مما عليه . حتى وصل لما نحن فيه في عصرنا الحالي بحيث اصبح التفكير 

والدراسة فى استخدام العلم لأغراض تكنلوجية اصبح وثيق وهام بحيث لا تترك 

الكشوف التكنولوجية لبراعة الصانع الشخصية او تدريبه الفعال وإنما تعتمد على 

نظرية علمية مؤكدة .

وكان ممن وضع بداية الفكر ورائد فى هذا الميدان هو الفيلسوف الانجليزي " فرانسس 

بيكن " حيث دعا إلى نوع جديد من العلم . يكون هدفه تحقيق سيطرة الانسان على 

الطبيعة . وتسخير قواها لخدمته . وصحيح ان دعوة بيكن كانت قد ظهرت فى اواخر 

القرن السادس عشر وأوائل تقريبا . لم تؤت ثمارها كاملة فى وقتها الا بعد قرنين او 

اكثر من وفاته . ولكنها كانت نقطة الانطلاق نحو عصر وعهد جديد ...  تدين فيه 

التكنولوجيا للعلم وليس العكس .


وقد كانت دعوة بيكن هي السبب الذي حفز الانجليز على انشاء الجمعية الملكية للعلوم 

وكانت الابحاث العلمية تحتل مكانة بارزة .. حيث وجد الحل لكثير من المشاكل ومن 

بينها وجد العديد من المشاكل التي وجد لها الحل المناسب والعلمي . في صناعة 

التعدين والملاحة البحرية  والتجارة .



وهكذا استطاع فكر بيكن ان يذيب الفارق بين التكنولوجيا والعلم وان يكشف اتجاهات 

المستقبل .


وكان هذا  هو سبب فى انهيار الاقطاع فى اوربا وظهمر المجتمع التجاري الرأسمالي .. 

الذي اصبح له احتياجاته التكنولوجية الرهيبة ..

وهكذا تدخل البحث العلمي والمعرفة لتطوير التكنولوجيا ولتلبية حاجات المجتمع 

الجديد والعصر الجديد . 

وهكذا اطلق على فرانسيس بيكن " فيلسوف الثورة الصناعية "

وكما قلنا  فقد كان لابد من مضى فترة انتقالية منذ دعوة فيلسوف الثورة الصناعية " 

بيكن " الى الوقت الذي تحقق فيه التلاحم بين العلم والتكنولوجيا .. وخلال هذه الفترة 

بدأ في الظهور نوع جديد من التخصصات يحتل موقعا وسط بين العلم العملي وبين 

العلم النظري ...

بين العالم.... وبين الصانع ....

فكانت المهن الجديدة كمهنة المهندس  والذي كان لم يكن معروفا من قبل . فالمهندس 

" مهنة حديثة النشأة ولم تظهر الا فى العصر الحديث .. العصر الذي اضطر فيه الى 


الجمع بين دراسات وابحاث العالم واكتشافاته وبين العامل او الصانع الماهر ..


فالمهندس كانت ربطة وحلقة الوصل بين هذا وذاك ...  صاحب العلم " العالم "... 


وبين مطبق " العامل " هذا العلم على ارض الواقع .




** فمثلا مقاول البناء  يملك العمل  وخبرة البناء ولكن لا يملك الرسم الهندسي المناسب . وهو ما يقوم به المهندس المدني فى رسم وتخطيط البناء .. ولكن المهندس احتاج لنظريات العالم وقوانينه لتحديد الابعاد وغيره  من اجل ان يتم البناء سليم . 

وعلى يد هؤلاء المهندسين حدثت فى عصر الثورة الصناعية تلك التحولات الكبرى 


التي غيرت وجه العالم الحديث : فحلت الطاقة البخارية محل الطاقة الحيوانية " جهد 


الحيوان " وساتخدم الفحم وقودا للمصانع واصبحت صناعة الغسيل والنسيج تقوم فى 


مصانع ضخمة بأنتاج كبير . لا في ورش فردية وصغيرة .

الوقت اللازم لمرحلة الانقتال ...

اقصد من كلامي هذا ان البحوث التي لها طبيعية نظرية خالصة تتحول فى اقصر وقت 


الى تطبيقات انتاجية .

فالمسافة الانتاجية بين ظهور البحث النظري واكتشاف تطبيقاته العلمية   تضاءلت الى 


ابعد الحدود  مقارنة  بالعصور السابقة والتي كان يستغرق فيها الانتقال والتحول من 


مجرد نظرية الى واقع عملي فترة طويلة لتدخل فى مجال الانتاج .

فمثلا فالفترة من 1820 الى 1876  كانت هي الفترة اللازمة والتي احتاجها .....  لكي 


يتوصل الى اختراع التليفون .  والفترة من 1948 الي 1953  كانت الفترة المناسبة  


للقنبلة الذرية . وهكذا ..

 وتحول الصراع بسلاح العلم والتكنولوجيا رهين الوقت والسرعة ..  فمن يكتشف 


اكتشافا حديثا الان فى عصرنا هذا يسابق الاخر .. وهكذا ..

وكان اكبر مثل على هذا والذي دخل فيه العالم فى سباق رهيب هو الطاقة النووية الان 


وما نجده منها بلا دراسة من مخاطر تهدد البشرية . رغم ان كل الدول الان تتسارع 


على استخدام هذه الطاقة بأسرع وقت لتحصن نفسها وتكن كغيرها  .

لعل المثل الاتي يكن اوضح واشمل .

فمثلا كان العالم يتصارع  لأنتاج القنبلة الذرية قبل ان يتوصل لهذا السلاح الفتاك 


فيصبح اداة الاحلام لدكتاتور مجنون مثل هتلر .

بل ان المشكلة في بعض الاحيان بعد تدخل الهدف الربحي والتجاري فى الكثيرمن 


الصناعات هو اكبر ما يمثل الخطر على المجتمع .. فمثلا لأنتاج عقار طبي معين .. 


اصبحت شركات الادوية تتصارع من اجل نتاج عقار لم يصل لها غيرها من الشركات 


الاخرى لتقوم ببيعه وتحقيق الربح .. بلا اجراء الاختبرات والفحوص اللازمة 


والتجارب المؤكدة لصلاحية هذه العقاقير ... وهو ما اصبحنا نراه الان نتيجة للتسرع 


ولادة الاطفال المشوهيين او عدد كبير من التوأم غير المرغوب فيهم .. وهلم جرا ...

وما نراه الان هو تطور يشهد تداخلا وترابط وثيق بين العلم والتكنولوجيا .. زالت 


معها الحواجز الزمنية التي كانت هي الفاصل في القرن الماضي .

وهذا التحالف القوي والوثيق بين العلم والتكنولوجيا هو ما اكسبنا تقدما هائل 


ومتسارع للأمام ولا نعرف اين نهايته ..  وسبحان الله والحمد لله الذي وهبنا كل هذا القدر فى عقل صغير  قد لا يتعدي حجمه قبضه اليد . 





محمد السيد محمود