الأربعاء، 21 يوليو 2010

البيئة بالمنطوق العام




البيئة ..

كثير منا يعلم ان البيئة هي ما يحيط بالانسان يؤثرفيها ويتأثر بها . وهو العريف العامي والمعروف لدي الكثير منا بلا شك . ولكن هل سألناانفسنا متي شعر الانسان بالبيئة التي يعيش فيها . ؟

فقبل الستينات كان الكلام عن مشكلة البيئة محدودوا بدرجة بسيطة فى المجامع العلمية حتى يكاد ان يكون شبه معدوم . وفي خلال فترة قصيرة اصبحت مشكلة البيئة تتداو على السنة الجميع وفي اجهزة الاعلام وغيرها من المؤسسات و الهيئات الدولية الكبرى .

وقبل ان نغوص فى اعماق ما اريد توضيحه هو كيف حدث هذا التطور المفاجيء والرهيب فى السنينات من القرن السابق ؟ يقول الدكتور فؤاد ذكريا صاحب كتاب " التفكير العلمي " ان السبب يرجع للتطور التكنولوجي * الرهيب فكان لا بد ان يؤثر هذا التطور على بيئة الانسان . ففي بداية العصر الصناعي اصبح تدخل الانسان فى البيئة حقيقة اساسية من حقائق هذا العصر . لأن لفظ الصناعة فى حد ذاته " يعني تغير عناصر البيئة بجهد الانسان" . والظهور المتأخر للوعي بمشكلة البيئة يرجع الى مجموعة من العوامل اهمها التوسع الهائل فى التصنيع . والزيادة الضخمة فى الانتاج خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية . بل وصل الامر ان تطورت الصناعات لتدخل فى اساس البيئة وتغير ملامحها مع الوقت .

وهذا السعي الشغوف وراء التصنيع والصناعة والانتاج هو ما جعل الوعي يزداد لدي الانسان مع الوقت للتفكير فى البيئة بعدما وجد ان الطبيعة الام تتغير أمامه .جراء ما يقوم به الانسان من تلويث لها بصناعته وبسعيه الدائم لعمليات التصنيع المختلفة . من نفايات للمصانع وغيرها من ما يهدد الحياه بمختلف الوانها سواء كانت حياه مائية او برية .

*فالوعي بمشكلة البيئة كان نتيجة سعى الانسان وراء التصنيع والتغير في البيئة بلا تفكير في الطبيعة الام .

* ثم الاختلال فى التوازن البيئي نتيجة تدخل يد الانسان مثل على ذلك تجربة الصين التي قضت في ايام قلائل على اعداد كبيرة من العصافير التي كانت تتكاثر بالملايين وتهدد المحاصيل الزراعية . ولكن بعد ما نفذت الصين تجربتها وجدت بعد سنوات قلائل ان الضرر قد الحق بالتربة الزراعية وهذا كانت نتيجة ان العصافير كانت تأكل الديدان والحشرات الصغيرة التي كان لها تأثير ضار على التربة الزراعية .

ومادام التنافس الاقتصادي والنشاط الصناعي مستمر بلا تفكير فى مستقبل الطبيعة هو اكبر تهديد بل انه العقبة الكبري امام حل هذه المشكلة . فأي نشاط يتعارض مع النشاط الاقتصادي لا يعمل به فالمهم هو التوسع الاكبر للأنتاج .

واخبرا اذكر ان المؤتمر الذي عقد فى كوبنهاجن قد باء بالفشل والسبب هو ان الحلول قد تعارضت مع مصالح بعض الدول ذات النفوذ الصناعي الكبير " الصين "

لا اقصد من ما كتبت التشاؤم . نهائيا . ولكن هو مجرد التفكير فيما يدور حولنا الان ونحن نعيش فى بلد حتى الان من بلاد العالم الثالث . وبعض الامور الهامة والتي تعنينا نحن انفسنا وتعي كل من يريد ان يمتلك ولو بعض المعلومات التي تفيده فى تغير بيئته هو شخصيا فالبيئة من تعريفها السابق والذي ذكرته فى بداية كلامي واضح . " البيئة تؤثر فيها وتتأثر بها ".

نظرة عالمية للبلاد المتقدمة الان اصبحت تبحث عن حلول للبيئة وحلولا ترضيها بعدما بدأ سكانها واهلها فى النفور من الصناعات المختلفة كما نرى . ان اطلعت على طريقة العيش فى ولاية سان فرانسيسكو مثلا او اطلعت على طريقة المعيشة فى ولاية شيكاغو او اتجهت اللي باريس او غيرها من المدن في الدول المتقدمة ستجد طريقة المعيشة والاسلوب يختلف تماما عن العيش فى القاهرة او في مكسيكو سيتي .

البيئة المحيطة بهؤلاء جميعا اصبحوا يغيرونها حتى وان كانت البيئة لازالت صناعية ولكنهم يحافظون عليها " بالنظافة "

فالكثير منهم اصبح يتأثر بالمنازل الجميلة والاشجار عكس العيش فى البلاد النامية صاحبة السكن العشوائي .

فإن جلست مثلا فى مدينة جديدة ولتكن مدينة برج العرب الان ستجد هواء منعشا يختلف عن الهواء الموجود فى القاهرة . ستجد نفسك مدفوعا بالحيوية الطبيعية بداخلك والطاقة الايجابية .

بدأت اخيرا اجد بعض المواقع الالكترونية وغيرها من الجمعيات العربية والمجمعات والمظمات الدولية التي تسعى لأيجاد الحلول الملائمة لحل مشاكل البيئة .

هو ما دفعني لأكتب ما بعقلي الان . وهو السعي وراء الوعي ...

يكفي ان بلدنا يمثلها الغالبية العظمي من المسلمين . والاسلام دين النظافة حيث جعلت النظافة من الايمان .

مع العلم ان بعض الدول المتقدمة التي تتمتع بالصناعات الكثيرة اصبح الان زوارها يهربون منها ويتجهون الي البلاد النامية مطالبين بالمحافظة على اثارها وعلى ما بها .

ونحن للأسف نتطلع لهم ونتطلع للصناعة مثلهم بلا تفكير فتجد الاراضي الزراعية تجرف بلا داع وتجد الكثافة السكانية التي اصبحت القنبلة في المدن الان مثل القاهرة والاسكندرية وغيرها من المدن المصرية . وهو بلا شك نوعا جديدا من الاختلال البيئي .. ولكنه من الانسان والي الانسان نفسه .

حافظ على البيئة تحفظ من غضبها .


محمد السيد